رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

الأزهر يتحرك لإنقاذ الأسرة المصرية.. مقترحات جريئة لوقف نزيف الطلاق قبل وقوعه

أسامة الحديدى
أسامة الحديدى

في وقت تتزايد فيه معدلات الانفصال المبكر داخل المجتمع المصري، وتتصاعد المؤشرات حول هشاشة الروابط الزوجية خلال السنوات الأولى من الزواج، خرج مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية بمقترحات جديدة تحمل طابعًا عمليًّا ومباشرًا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من استقرار الأسرة المصرية ففي لقاء تليفزيوني عبر برنامج ستوديو إكسترا على شاشة إكسترا نيوز، كشف الدكتور أسامة هاشم الحديدي، المدير العام لمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، عن رؤى جريئة تهدف إلى إعادة تشكيل وعي الشباب المقبلين على الزواج، وترسيخ ثقافة أسرية رشيدة، عبر منهج يقوم على الوقاية المبكرة والتدخل السريع قبل اتساع هوة الخلافات داخل البيوت.

السنوات الأولى من الزواج... منطقة الخطر

توقف الدكتور أسامة الحديدي مطوّلًا عند جوهر الأزمة، وهو هشاشة السنوات الأولى من الحياة الزوجية، معتبرًا أنها المرحلة الأكثر عرضة للمشكلات. وأوضح أن أحد أهم أسباب الانفصال المبكر هو التسرع في الاختيار، وغياب الوعي بأسس بناء حياة مشتركة صحية، مشددًا على أن مرحلة الخطوبة ليست مرحلة تجمّل، بل مرحلة اختبار حقيقي لطباع الشريك وقدرته على التوافق.

ويرى الحديدي أن كثيرًا من الأزواج يدخلون الحياة الزوجية دون أدوات أساسية لإدارة الأسرة، ودون فهم أن الاختيار الصحيح لا يقوم على مجرد الانبهار، بل على القدرة الواقعية على التعايش ويشير إلى أن توقع تغيير الطباع بعد الزواج وهمٌ يتسبب في صدمات نفسية وموجات من الإحباط، مؤكدًا أن "اختبار مدى تقبّل الصفات أصعب من اختبار الإعجاب بها".

فن إدارة الخلاف... المهارة الغائبة

أكد الحديدي أن وجود الخلافات داخل الأسرة أمر طبيعي لا بد منه، بل يعد مؤشرًا صحيًا في بعض الأحيان إلا أن المهارة الغائبة  بحسب وصفه  هي طريقة إدارة الخلاف، والتي يعاني كثير من الأزواج من قصور واضح فيها. فبدلًا من أن يكون الخلاف مساحة للتقارب والنقاش، يتحول في البيوت غير الواعية إلى شرارة توتر قد تقود إلى الانفصال.

ويقدم الحديدي قاعدة ذهبية لاستقرار البيت:

الزوج يجب أن يكون مصدر أمان.

الزوجة يجب أن تكون مصدر احتواء ورحمة.


هذا التوازن  كما يرى  هو ما يمنح الأسرة قدرتها على الصمود أمام التحديات اليومية، ويحمي الأبناء من آثار الصدامات المتكررة.

المقترح الأول: مدربو التأهيل قبل الزواج داخل دوائر المأذونين

في خطوة وصفها مراقبون بأنها الأكثر جرأة وملامسة للواقع، كشف الحديدي عن مقترح أولي يقضي بنزول مدربي برنامج "تأهيل المقبلين على الزواج" داخل الدوائر التي يتم فيها عقد القران فقبل أن يخط الشاب والفتاة توقيعهما، أو بعده مباشرة، ستكون هناك جلسات توعية عاجلة تقدم محتوى تدريبيًا عمليًا يساعدهما على:

فهم طبيعة الاختلاف بين الزوجين.

كيفية إدارة الخلافات الأولى.

التهيؤ النفسي للدخول في حياة مشتركة.

التعرف على أساسيات الحوار الأسري.


ويشير الحديدي إلى أن هذا التدخل المبكر قد يقي الأسرة الوليدة من الانهيار قبل أن تبدأ، خاصة خلال الأشهر الأولى التي تكون فيها العلاقة في أقصى درجات حساسيتها.

المقترح الثاني: بروتوكول تعاون موسّع لحماية الأسرة

كشف الحديدي عن مقترح بروتوكول تعاون جديد يجري العمل عليه بين:

مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية.

مشيخة الأزهر الشريف.

وزارة العدل.

نقابة المأذونين.


وهدف هذا البروتوكول إنشاء منظومة وقائية متكاملة تقوم على توحيد الجهود الرسمية والدينية لتقديم الدعم الفوري للأسر، وتمكين وحدة لم الشمل التابعة للأزهر من التدخل السريع لحل الخلافات قبل الوصول إلى الطلاق.

ويؤكد الحديدي أن هذا التعاون سيشكّل تحولًا كبيرًا في المشهد الأسري، إذ سيعمل على خفض نسب الطلاق عبر التدخل الوقائي، لا العلاج المتأخر

رسالة إلى أولياء الأمور: اتركوا الأبناء يبنون عالمهم

لم يغفل الحديدي عن واحدة من أخطر الظواهر المسببة لتوتر الحياة الزوجية في مصر: تدخل الأهل في التفاصيل اليومية للأبناء بعد الزواج فقد شدد على ضرورة منح الأزواج الجدد مساحة كافية لبناء شخصيتهم الأسرية الخاصة، دون محاولة فرض تجربة الآباء على الأبناء.

وأوضح أن كثيرًا من الخلافات التي تنتهي بالطلاق يبدأ شرارتها من تدخلات خارجية، ما يجعل الحوار بين الزوجين يفقد خصوصيته وقدرته على حل المشكلات ذاتيًا.

دعوة لإعلام واعٍ: الدراما مسؤولة عن صورة الزواج

وجّه الحديدي رسالة صريحة إلى المؤسسات الإعلامية وصناع الدراما، مطالبًا إياهم بإنتاج محتوى يساهم في إعادة بناء الوعي، ومعالجة مشكلات الأسرة بصورة واقعية ومسؤولة.

وأشار إلى أن كثيرًا من الأعمال الدرامية رسخت صورًا مشوهة للعلاقة الزوجية، وأسهمت في نشر أنماط سلوكية غير صحية تؤثر بشكل مباشر على تماسك الأسرة.

تم نسخ الرابط