أخفوا الجريمة وجثته 6 سنوات.. حكاية مقتل الشاب "إسلام" على يد 3 من أصدقائه بالدقهلية
لم يدر "إسلام" الشاب العشريني، أن خطواته الأخيرة في تلك الليلة كانت تسير به نحو كمين صنعه أقرب الناس إليه، بعدما تلقي دعوة للسهر من أصدقائه ليلة العيد، بدأت بكلمات عابرة وابتسامات مزيفة، قبل أن يتبدل كل شيء ويتحول اللقاء الذي ظنه سهرة مع أصحابه إلى فخ غادر خططوا له بهدوء، سقط فيه بلا حول ولا قوة، فلم يكن يعلم أن الوجوه التي اعتبرها سندا ستكون السبب في نهايته.
جريمة غدر الصحاب في الدقهلية
في إحدي قري محافظة الدقهلية، كانت سيدة عجوز تبحث عن ابنها الذي اختفي قبل نحو 6 سنوات من الآن وتحديدا عام 2019، تطرق أبواب الناس وتسأل في كل مكان، تحتضن صورته وتنتظر عودته مهما طال الغياب.
لم يخطر ببال الأم، أن من اعتادوا الجلوس معه على نفس المقهى هم أول من طعنه، وأن صمتهم لسنوات كان يخفي جريمة قاسية لا يتصورها عقل، كانت تعود كل ليلة وهي تتمسك بالأمل، بينما الحقيقة مطموسة تحت مصرف مائى على أطراف القرية.
خرج ولم يعد
ليلة عيد الأضحى عام 2019 كانت بداية المأساة، حين خرج "إسلام" من بيته بعدما تلقى اتصالًا من أصدقائه يدعونه للقاء قرب المقابر. جلسوا قليلًا، تحدثوا كأي مجموعة شباب، ثم اندلع خلاف مفاجئ، ليتحول الكلام إلى مشاجرة، ثم طعن وموت صامت لم يسمعه أحد، سقط الشاب في لحظة لم تمهله حتى للدفاع عن نفسه بعد خلاف وقع بينه وبين أحدهم.
جريمة وسط المقابر
عقب ذلك لم يتراجع الجناة أو يفكروا في خطيئتهم، بل قرروا أن يخفوا الجريمة إلى الأبد، ربطوا جسده بحجارة ثقيلة وألقوه في مصرف مائى، معتقدين أن الماء سيبتلع الحقيقة ولن يعرف أحد ما حدث، ثم عادوا إلى بيوتهم كأن شيئًا لم يكن، بينما كانت الأسرة تبدأ رحلة طويلة من القلق والبحث والبكاء.
6 سنوات كاملة مرت، والأم تجلس أمام الباب تنتظر، كانت كلما سمعت وقع خطوات تجري لترى إن كان هو، لم تفقد الأمل، رغم أن الأيام كانت تسير، حتى جاء اليوم الذي انكشف فيه كل شيء، بعدما نشب خلاف بين المتهمين خلال عملهم بعيدا عن القرية، فانهار أحدهم واعترف بالواقعة.
عقب اكتشاف الواقعة، تحركت الشرطة إلى المكان الذي أشاروا إليه، ليجدوا الرفات المربوطة بالحجارة كما تركوها منذ 6 سنوات، وحررت الأجهزة الأمنية محضرا بالواقعة، وتولت النيابة العامة التحقيق.