الجمعة فريضة واجبة.. الأزهر والإفتاء يحسمان حكم تركها
تبقى صلاة الجمعة واحدة من أبرز الشعائر الإسلامية التي تُظهر وحدة الأمة وتذكّر المسلمين بمقاصد دينهم، ويُعد التفريط فيها من المسائل التي ورد فيها نصوص شديدة التحذير، وفي ظل تكرار أسئلة المصلين بشأن حكم تركها أو إدراكها في اللحظات الأخيرة، قدّم كلٌّ من مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية ودار الإفتاء المصرية توضيحات موسّعة، تكشف الحكم الشرعي الكامل في هذه المسألة، وتحدد الأعذار المقبولة والضوابط الدقيقة لإدراك الصلاة.
فريضة مؤكدة.. الأزهر يوضح شروط وجوب الجمعة
أكد مركز الأزهر العالمي للفتوى أن صلاة الجمعة فرض عين على كل مسلم تتوفر فيه شروط التكليف، وهي:
البلوغ
العقل
الذكورة
الإقامة
الصحة وعدم المرض المانع
واستدل المركز بحديث حفصة رضي الله عنها أن النبي ﷺ قال: «على كل محتلم رواح الجمعة»، إضافة إلى حديث طارق بن شهاب: «الجمعة حق واجب على كل مسلم في جماعة إلا أربعة».
ولفت المركز إلى أن الأمة أجمعت عبر تاريخها على فرضيتها وحرمة تركها، استنادًا إلى قول الله تعالى:
{فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ}، وهي صيغة أمر تُفيد الوجوب.
تحذيرات نبوية صارمة من ترك الجمعة بلا عذر
شدّد الأزهر على خطورة ترك الجمعة دون عذر معتبر، مؤكدًا أن النصوص النبوية حملت وعيدًا شديدًا تجاه المتهاونين ومن أبرزها:
قول النبي ﷺ في حديث ابن عمر وأبي هريرة:
«لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات أو ليختمنّ الله على قلوبهم ثم ليكوننّ من الغافلين».
وقوله ﷺ في حديث جابر بن عبد الله:
«من ترك الجمعة ثلاثًا من غير ضرورة طبع الله على قلبه».
وأوضح المركز أن هذه النصوص تُظهر أثر ترك الجمعة على القلب، وتدعو المسلم إلى التوبة والمداومة على أدائها.
وضع المركز إطارًا واضحًا للأعذار التي ترفع الإثم عن ترك الجمعة، ومنها:
المرض الذي يشق معه الحضور
السفر المبيح للقصر
الخوف على النفس أو المال أو الأهل
الظروف القاهرة التي تمنع الوصول للمسجد
أما التكاسل أو الانشغال بأمور يمكن تأجيلها فلا يدخلان في دائرة الأعذار، ولا يرفعان وجوب الصلاة.
حكم إدراك الجمعة في التشهد.. الفقهاء يختلفون ودار الإفتاء توضح
تلقت دار الإفتاء سؤالًا حول رجل لم يدرك من صلاة الجمعة إلا السجدتين والتشهد مع الإمام، ثم أتمها ركعتين بعد سلامه. وقد أوضحت الدار أن الفقهاء اختلفوا في الحد الأدنى الذي يتحقق به إدراك الجمعة:
رأي الجمهور
لا تُدرك الجمعة إلا بإدراك ركعة كاملة مع الإمام.
مذهب الحنفية
تُدرك الجمعة بإدراك أي جزء من الصلاة، ولو كان التشهد فقط.
وبناءً على هذا الخلاف، قالت الدار إن الرجل الذي أتمّ صلاته ركعتين إنما صلّى وفق مذهب الحنفية، وصلاته صحيحة شرعًا.