بوتين يشيد بالضبعة: رسالة روسية قوية تعلن دخول مصر مرحلة نووية متقدمة

يشهد الملف النووي المصري لحظة استثنائية بعد كلمة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مراسم تركيب وعاء ضغط المفاعل في الوحدة الأولى لمحطة الضبعة النووية، حيث وجّه رسالة واضحة تعكس مكانة المشروع وأهميته الاستراتيجية لمصر وروسيا على حد سواء.

ويؤكد الخطاب دخول المشروع مرحلة جديدة حاسمة تمهّد لبدء الإنتاج الفعلي للكهرباء خلال المستقبل القريب.

بوتين يهنئ السيسي ويصف المشروع بالإنجاز المشترك

يبدأ الرئيس الروسي كلمته بتوجيه التحية إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، مشيدًا بالدور الشخصي الذي لعبه في دفع مشروع الضبعة إلى الأمام. 

ويعرب عن تهنئته الحارة للرئيس المصري بمناسبة عيد ميلاده، مشيدًا بما وصفه بالمتابعة المستمرة والدقيقة من جانب مصر لواحد من أهم مشاريع “الذرة السلمية” في المنطقة.

الضبعة تدخل مرحلة حاسمة في تركيب المعدات التكنولوجية

يؤكد بوتين أن تركيب وعاء الضغط يمثل نقطة تحول رئيسية في التجهيزات الفنية للمحطة، مشيرًا إلى أن المشروع يتقدم “بنجاح واضح” كما ظهر في عروض الفيديو وكلمات الخبراء المشاركين في الحفل. 

ويشير إلى أن هذه المرحلة تقرب مصر من لحظة توليد الكهرباء التي يحتاجها اقتصادها المتنامي.

إشادة روسية بدور السيسي ومتانة العلاقات الاستراتيجية مع مصر

يوضح بوتين أن تنفيذ مشروع الضبعة جاء “إلى حد كبير” بفضل مبادرة الرئيس السيسي ودعمه المتواصل. 

ويؤكد رغبة موسكو في توسيع التعاون مع مصر في مختلف المجالات، مؤكدًا أن الشراكة بين البلدين تُبنى وفق مبادئ المساواة والاحترام المتبادل، وهي قيم يراها امتدادًا مباشراً للتاريخ الطويل للعلاقات بين الجانبين.

استدعاء للتاريخ: عندما شارك الخبراء السوفييت في بناء مصر الحديثة

يستعيد بوتين صفحات من التاريخ المصري السوفيتي، مشيرًا إلى أن التعاون بين البلدين في القرن الماضي أسفر عن مشاريع كبرى مثل السد العالي ومجمع حلوان للحديد والصلب ومجمع مصر للألومنيوم. 

ويصف هذه المشروعات بأنها رموز حقيقية للصداقة ومشروعات ما زالت تخدم الشعب المصري حتى اليوم.

تعاون اقتصادي متسع وتبادل تجاري ينمو بوتيرة متسارعة

يلفت الرئيس الروسي إلى النمو الملحوظ في حجم التبادل التجاري بين البلدين، الذي ارتفع بنحو الثلث خلال العام الماضي. 

ويشير إلى تقدم العمل في المنطقة الصناعية الروسية في قناة السويس، مؤكدًا أن التعاون الصناعي والاقتصادي يسير في مسار تصاعدي واضح.

محطة الضبعة تعزز أمن الطاقة في مصر بطاقة 4800 ميجاوات

يشدد بوتين على أن تشغيل أربع وحدات طاقة بقدرة إجمالية تبلغ 4800 ميجاوات سيشكل دعامة قوية لأمن الطاقة المصري. 

ويؤكد أن مفاعلات الجيل الثالث ستنتج نحو 37 مليار كيلووات/ساعة سنويًا، ما يغطي حوالي 10% من احتياجات البلاد.

روساتوم تعتمد أحدث معايير الأمان والبيئة

يشرح بوتين أن “روساتوم” تستخدم حلولًا هندسية متطورة وتقنيات موثوقة في بناء المحطة، مؤكداً الالتزام التام بكافة المعايير البيئية. 

ويشير إلى أن الشركات المصرية تشارك بنسبة 55% من عقود التنفيذ، بما يسهم في بناء صناعة نووية وطنية حديثة توفر فرص عمل جديدة.

تدريب الكوادر المصرية وبناء جيل من المهندسين النوويين

يوضح بوتين أن أكثر من مئة طالب مصري تلقوا تدريبًا نوويًا متخصصًا في الجامعات الروسية، وأن مركز التدريب الجديد في موقع الضبعة يعزز هذا المسار. 

ويؤكد استمرار الدعم الروسي عبر الوقود النووي والصيانة وإدارة المواد المستهلكة.

التزام روسي طويل الأمد وتوسّع محتمل في تقنيات جديدة

يعرب بوتين عن استعداد روسيا لنقل تقنياتها النووية المتقدمة إلى مصر، بما في ذلك المفاعلات المعيارية الصغيرة واستخدام “الذرة السلمية” في الطب والزراعة، مؤكداً أن التعاون لن يتوقف عند حدود محطة الضبعة.

كلمة ختامية تعبّر عن تقدير للمهندسين المصريين والروس

يختتم بوتين خطابه بتوجيه الشكر للمهندسين والعمال في الضبعة، مشيدًا بتفانيهم وبالسرعة والجودة التي تُنفّذ بها الأعمال. ويهنئ مصر بيوم الطاقة الذرية، ويكرر تهنئته للرئيس السيسي بعيد ميلاده، متمنيًا له وللشعب المصري دوام التوفيق.