الأزهر الشريف يواصل مواجهة الإلحاد وإبراز إعجاز قصة يونس
في مواجهة التحديات الفكرية المعاصرة التي تهدد الهوية الدينية والقيم الأخلاقية للمجتمع، يواصل الأزهر الشريف جهوده الدؤوبة في مكافحة الفكر الإلحادي، عبر مبادرات تعليمية وعلمية تهدف إلى توعية الشباب والجمهور بعمق النصوص الدينية وأبعادها الفكرية.
وفي هذا السياق، يعقد مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر غدًا الخميس اللقاء الخامس والثلاثين من سلسلة مبادرة "معًا لمواجهة الإلحاد"، لتأكيد الرسالة التعليمية والعلمية للأزهر في هذا المضمار.
مناهضة الفكر الإلحادي.. مهمة مستمرة
تأتي هذه المبادرة ضمن استراتيجية متكاملة للأزهر الشريف، بقيادة فضيلة الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، لمواجهة ظاهرة الإلحاد التي انتشرت بشكل مكثف في السنوات الأخيرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي والقنوات الرقمية.
ويؤكد القائمون على هذه المبادرة أن مواجهة الفكر المنحرف لا تتم فقط عبر الردود السطحية، بل عبر تقديم المعرفة العلمية والدينية الموثقة والرصينة، التي تمنح الشباب القدرة على التمييز بين الحقائق والشبهات.
وتحمل هذه اللقاءات دورًا مزدوجًا: فهي توفر مساحة للنقاش العلمي المعمق، وفي الوقت نفسه تعمل على تأهيل الوعاظ والواعظات بأدوات معرفية ومهارات تواصلية تمكنهم من الوصول إلى الجمهور بفعالية أكبر، وتصحيح المفاهيم المغلوطة المنتشرة على المنصات الرقمية.
لقاء افتراضي حول إعجاز القرآن في قصة سيدنا يونس
ويستضيف اللقاء الخامس والثلاثين أ.د. مصطفى إبراهيم حسن، الأستاذ في كلية العلوم بجامعة الأزهر وعضو لجنة الإعجاز العلمي بمجمع البحوث الإسلامية، لمناقشة موضوع:
"مظاهر الإعجاز في حديث القرآن عن قصَّة سيدنا يونس عليه السلام".
ويركز هذا اللقاء على تحليل دقيق للجوانب العلمية والروحية في القصة القرآنية، بما يوضح قدرة القرآن على الجمع بين الرسالة الروحية والمعرفة العلمية، وبيان كيف يمكن لهذه النصوص أن تكون حصنًا أمام التفسيرات الخاطئة والأفكار المضللة.
ويأتي النقاش في إطار الجهود العلمية المستمرة للأزهر الشريف لتقديم محتوى معرفي رصين، يمكّن الطلاب والباحثين والمهتمين بالدراسات الإسلامية من فهم الإعجاز العلمي في القرآن بشكل منهجي ومتدرج.
البرامج الأسبوعية وتأهيل الوعاظ
تُعقد هذه اللقاءات أسبوعيًا، بالتوازي مع برامج تدريبية تهدف إلى تأهيل الوعاظ والواعظات وتزويدهم بـ مهارات الحوار ومواجهة الشبهات الفكرية. وتشمل هذه البرامج محاور متعددة مثل:
فهم الفكر الإلحادي وأسبابه النفسية والاجتماعية.
أدوات الرد العلمي المنهجي على الشبهات الدينية.
طرق التواصل الفعال مع الشباب والجمهور عبر الوسائط الرقمية.
وتسعى هذه البرامج إلى تعزيز القدرة على مواجهة الفكر المنحرف، بما يساهم في حماية الشباب من الانحراف الفكري ويقوي القيم الأخلاقية والاجتماعية في المجتمع.
إشراف قيادي ومتابعة دقيقة
ويتم الإشراف على هذه المبادرة قياديًا من قبل فضيلة أ.د. محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، وفضيلة أ.د. محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، مع متابعة دقيقة من الدكتورة إلهام شاهين، مساعد الأمين العام لشئون الواعظات، لضمان تقديم محتوى علمي رصين ومتوافق مع القيم الدينية والأخلاقية، وتطبيق أعلى معايير الجودة في العمل الدعوي والعلمي.