رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

ذكرى وفاة الشيخ محمود أبو الوفا الصعيدي.. صوت خاشع للقرآن

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

تحل اليوم 19 نوفمبر، ذكرى رحيل واحد من أعظم قرّاء القرآن الكريم في مصر والعالم العربي، الشيخ محمود أبو الوفا الصعيدي (1954–2018م)، الذي ترك بصمة لا تُنسى في تاريخ التلاوة المصرية بصوته العذب وأدائه الخاشع، استطاع أن يصل إلى قلوب الملايين، ويجعل القرآن حاضرًا في البيوت والمساجد وعلى أثير الإذاعات تأتي هذه الذكرى لتسليط الضوء على مسيرة قارئ أخلص لرسالته، مزج بين الحفظ الدقيق والتجويد المتقن، وترك إرثًا صوتيًا خالدًا يُحيي القلوب ويغذي الروح.

وُلد الشيخ محمود أبو الوفا الصعيدي في قرية كلح الجبل بمحافظة أسوان عام 1954م، ونشأ في بيت محاط بالقرآن، حيث حفظ كتاب الله منذ سن الرابعة على يد والدته ثم واصل تعليمه القرآني على أيدي كبار العلماء مثل الشيخ محمد أبو العلا والشيخ كمال، ليصبح من أبرز قرّاء جيله في صعيد مصر هذه البيئة القرآنية المبكرة زرعت فيه حب القرآن والاهتمام بالتجويد، وجعلته قارئًا متقنًا منذ نعومة أظافره.

التعليم والتدريب بين النظام والعلم الشرعي

حصل الشيخ الصعيدي على دبلوم المدارس التجارية عام 1972م، لكنه لم يكتفِ بذلك، فالتحق بمعهد القراءات ليكمل دراسته القرآنية هذا الجمع بين التعليم النظامي والدراسة الشرعية مكّنه من فهم القرآن قراءة وتجويدًا، ورفع مستوى أدائه ليصبح صوتًا متميزًا قادرًا على إيصال المعاني بسلاسة وخشوع.

بدايات الانتشار والتسجيلات الناجحة

صدر أول شريط كاسيت للشيخ محمود أبو الوفا عام 1983م، وحقق انتشارًا واسعًا، خاصة في محافظات الصعيد، حيث أصبح صوته مألوفًا في البيوت والمساجد كان نجاح تسجيلاته سببًا في تكوين قاعدة جماهيرية كبيرة، استمتعوا بصوته الخاشع وروحه المؤثرة، لتبدأ مسيرة إعلامية موسعة من خلالها انتشر صيته في كل أرجاء مصر.

الإذاعة والانطلاق إلى العالمية

انضم الشيخ أبو الوفا إلى الإذاعة المصرية عام 1992م، وقرأ للمرة الأولى على الهواء من مسجد السيدة زينب عام 1995م، لتنتقل تلاوته من المساجد إلى ملايين المستمعين في مصر والعالم العربي، لا سيما خلال شهر رمضان والمناسبات الدينية الكبرى.

لم يقتصر عطاؤه على الداخل المصري، فقد امتدت رحلاته إلى هولندا وعشرات الدول الأخرى، حيث استمع جمهور واسع لتلاواته التي حملت روح الأزهر ومدرسة التلاوة المصرية الأصيلة.

تميز صوتي وأداء خاشع

كان صوت الشيخ محمود أبو الوفا يجمع بين الرقة والقوة، وأداءه يفيض بالخشوع والإتقان. امتازت تلاواته بالدقة في مخارج الحروف وفهم المعاني، ليصبح نموذجًا للقارئ الذي يحمل القرآن في صوته وسلوكه، ويترك أثرًا خالدًا في قلوب المستمعين.

إرث خالد وذكرى باقية

في مثل هذا اليوم من عام 2018م، ودّع العالم الإسلامي الشيخ محمود أبو الوفا الصعيدي عن عمر يناهز 64 عامًا، بعد مسيرة حافلة بالعطاء والتفاني في خدمة كتاب الله ترك إرثًا صوتيًا وقرآنيًا خالدًا، ما زالت تسجيلاته تُذاع وتُحيي القلوب، شاهدة على إخلاصه وحبه للقرآن.

تكريم وزارة الأوقاف وإحياء الذكرى

وزارة الأوقاف تؤكد اعتزازها بقراء مصر الأجلاء الذين رفعوا راية القرآن في المحافل الدولية والإذاعات العالمية وإحياء هذه الذكرى يأتي لتسليط الضوء على مكانة الشيخ أبو الوفا الصعيدي ودوره في نشر روح الإيمان والجمال في قلوب الناس، وتأكيدًا على استمرار رسالة القرآن الكريم في رفع الوعي الروحي والثقافي.

تم نسخ الرابط