إسرائيل تفتح باب التصعيد: استعدادات لهجوم واسع خلف الخط الأصفر في غزة

تطورات ميدانية متسارعة تشهدها الساحة الجنوبية لقطاع غزة، مع تلويح إسرائيلي واضح بالانتقال إلى مرحلة عسكرية أشد عنفاً وبمستوى عملياتي غير مسبوق. 

تصريحات رئيس الأركان الإسرائيلي، إيال زامير، تكشف ملامح تصعيد محتمل يتجاوز الخط الأصفر الذي يعتبره الجيش خط تطويق وتحكم، فيما تتزامن هذه المؤشرات مع غارات مكثفة وقصف مدفعي وعمليات نسف طالت منازل ومخيمات نازحين جنوب القطاع.

إسرائيل تستعد لتوسيع نطاق العمليات العسكرية

تصريحات إيال زامير جاءت لتؤكد استعداد الجيش الإسرائيلي لاحتمال الانتقال السريع إلى هجوم واسع النطاق من أجل السيطرة على مناطق جديدة داخل قطاع غزة، تقع خلف الخط الأصفر الذي يصفه الجيش بخط عسكري استراتيجي يشكل حلقة تطويق وتحكم.

زامير شدد على أن الجيش يعمل وسط واقع ميداني متغير تحكمه تحديات متعددة المجالات، مؤكداً أن القوات الإسرائيلية تبسط سيطرتها حالياً على أكثر من نصف مساحة القطاع، رغم عدم السيطرة على التجمعات السكانية.

خط أصفر يتحول إلى محور ميداني حساس

تصريحات رئيس الأركان أبرزت أهمية الخط الأصفر في خطة الجيش، إذ اعتبره خطاً مركزياً يمنع حماس من إعادة تنظيم صفوفها واستعادة قدراتها.
زامير أوضح أن العمل مستمر لتثبيت السيطرة على المناطق الواقعة تحت إدارة الجيش، مع تعزيز الرقابة على بوابات القطاع وممرات الحركة، ما يجعل الخط الأصفر نقطة ارتكاز لأي عملية توسع قادمة.

هجوم واسع محتمل على الجانب الآخر من الخط الأصفر

إيال زامير تحدث بوضوح عن خيار الانتقال إلى هجوم واسع النطاق لاحتلال مناطق إضافية في غزة إذا تطلبت الظروف الميدانية ذلك.
التصريحات جاءت متزامنة مع عمليات تطهير مكثفة على طول الخط الأصفر، حيث تعمل القوات الإسرائيلية، وفق قوله، على القضاء على أي جيوب للمقاومة وإزالة التهديدات المحتملة.

زامير أكد أن القيادة الجنوبية ستواصل العمل "بعزم" لتحقيق ما سماه مهمة تدمير العناصر المسلحة والبنية التحتية تحت الأرض، مع التمسك بالحفاظ على أمن القوات الميدانية.

ميدان جنوبي ملتهب بقصف وغارات متواصلة

الساعات الأولى من صباح الأحد شهدت سلسلة عمليات عسكرية واسعة نفذتها القوات الإسرائيلية جنوب قطاع غزة.

عمليات قصف وإطلاق نار ونسف لمنازل المواطنين تصدرت المشهد، في مؤشر على أن التحرك الميداني لا يقتصر على التهديدات أو الاستعدادات بل يشمل تنفيذ خطوات عملية واسعة.

غارات جوية مكثفة جنوب خان يونس

طائرات إسرائيلية شنت غارات جوية عنيفة جنوب شرقي مدينة خان يونس، بحسب ما أفادت وكالة الصحافة الفلسطينية (صفا).

القصف الجوي تزامن مع إطلاق نار مدفعي من الآليات الإسرائيلية المتمركزة شرق خان يونس، ما جعل المنطقة تعيش تحت وتيرة عالية من الاستهداف المتواصل.

عمليات نسف وقصف في رفح ومحيطها

رافقت الغارات عمليات نسف ضخمة نفذها الجيش الإسرائيلي شمال مدينة رفح، بالتوازي مع قصف مدفعي غرب المدينة، ما أدى إلى اهتزاز المناطق المحيطة وإثارة حالة ذعر واسعة بين الأهالي.
آليات إسرائيلية أطلقت أيضاً نيراناً مكثفة تجاه خيام النازحين في منطقة مواصي رفح، وهي خطوة أثارت مخاوف إضافية بشأن توسع العمليات نحو مناطق الإيواء المكتظة بالسكان.

تطورات الساعات الماضية ترسم صورة ميدانية قاتمة تشير إلى احتمال فتح مرحلة جديدة من التصعيد العسكري الإسرائيلي داخل قطاع غزة، خصوصاً في المناطق الواقعة خلف الخط الأصفر.
تصريحات زامير، بالتزامن مع الغارات والقصف والنسف، تحمل مؤشرات على أن الجيش الإسرائيلي يدفع نحو توسيع مسار المواجهة، وسط واقع إنساني متدهور وحالة توتر إقليمي متصاعدة.
المشهد يبقى مفتوحاً على احتمالات تصاعدية، في ظل استمرار العمليات وتأكيدات القيادة العسكرية بأن معركة السيطرة ما تزال في بدايتها.