رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

كارثة تتوسع: قتلى ومفقودون في انهيارات أرضية تضرب جاوة الإندونيسية بعد أمطار طوفانية

انهيارات أرضية عنيفة
انهيارات أرضية عنيفة بإندونيسيا

تزداد المأساة الإنسانية في جزيرة جاوة الإندونيسية مع تواصل عمليات البحث تحت أمطار غزيرة لم تتوقف، بينما تتوسّع الانهيارات الأرضية التي باغتت السكان ليلاً، ودفعت السلطات لإطلاق أكبر موجة إجلاء منذ بداية الموسم المطير.

انهيارات مباغتة تطيح بالمنازل وتكشف حجم الدمار

تبحث فرق الإنقاذ الإندونيسية منذ ساعات الصباح عن عشرات الأشخاص الذين اختفوا تحت كتلة ضخمة من الطمي والصخور، نتيجة انهيارات أرضية عنيفة ضربت ثلاث قرى في مقاطعة جاوة الوسطى. 

السلطات أكدت وفاة ثلاثة أشخاص حتى الآن، بينما ما يزال 20 شخصاً في عداد المفقودين، في وقت وصف فيه مسؤولون محليون المشهد بأنه “أكبر انزلاق أرضي تشهده المنطقة هذا الشهر”.

تقرير أولي صادر عن الجهات المختصة أشار إلى أن الأمطار الغزيرة التي هطلت لعدة أيام تسببت في تشبعٍ خطير للتربة، ما أدى لانهيار أجزاء واسعة من سفوح التلال القريبة من المناطق السكنية. 

بعض المنازل جرى دفنه بالكامل خلال دقائق، وسط روايات مؤلمة من السكان الذين تحدثوا عن جدار من الطين انقضّ فجأة على بيوتهم.

تحرك عاجل من السلطات وتوجيهات صارمة بالإجلاء

الوكالة الوطنية لإدارة الكوارث أعلنت البدء الفوري في إجلاء سكان 28 منزلاً إضافياً تقع في مناطق وُصفت بأنها معرضة لانهيارات جديدة.

رئيس الوكالة سوهاريانتو أكد أن الأولوية القصوى تتمثل في حماية الأرواح، مشدداً على ضرورة مغادرة السكان لمنازلهم بشكل فوري حتى لا تتكرر مأساة الليلة الماضية.

تعزيزات كبيرة وصلت إلى القرى المتضررة، حيث جرى نشر 200 رجل إنقاذ إلى جانب آليات ثقيلة تعمل على رفع الركام وفتح مسارات للوصول إلى المناطق المنهارة. 

فرق الطوارئ أوضحت أن التربة ما تزال رخوة وأن أي هطول جديد قد يسهم في انزلاقات إضافية.

عمليات بحث دقيقة وسط تضاريس خطرة

الفريق المشترك من الدفاع المدني والقوات المتخصصة واصل جهود البحث منذ فجر الجمعة، معتمداً على معدات حفر ثقيلة وكلاب مدربة لتحديد أماكن الأشخاص المحتمل وجودهم تحت الأنقاض. 

مسؤولون ميدانيون أكدوا أن بحوث الساعات الأولى أدت لانتشال جثة ثالثة، بينما تتواصل العملية بحثاً عن 20 مفقوداً ما تزال أماكنهم مجهولة.

مشاهد ميدانية نقلتها فرق الطوارئ كشفت صعوبة التنقل داخل المنطقة، إذ تتسبب الأمطار المستمرة في انزلاق المعدات الثقيلة وتجمع كميات كبيرة من المياه داخل الأخاديد، ما يعطل الحركة ويزيد من احتمالات وقوع انهيارات جديدة.

قلق يتصاعد مع استمرار الأمطار الموسمية

السلطات الإندونيسية أبدت مخاوف متزايدة من استمرار المنخفض الجوي الذي يغذي الأمطار فوق جاوة الوسطى منذ أيام. 

خبراء الأرصاد حذروا من موجات مطر إضافية خلال الساعات المقبلة، مؤكدين أن طبيعة التربة في المنطقة تجعل من أي هطول إضافي محفزاً مباشراً للانهيارات الأرضية.

سكان المنطقة يعيشون حالة من القلق منذ بداية الموسم المطير الذي يمتد من أكتوبر إلى مارس، إذ تشهد البلاد خلاله معدلات مرتفعة من الفيضانات والانهيارات. 

إندونيسيا كانت قد سجلت في يناير الماضي مقتل أكثر من 20 شخصاً بعدما جرفت مياه الأمطار والانهيارات الأرضية عشرات المنازل في جاوة الوسطى.

جهود إغاثة مستمرة ورسائل تطمين للسكان

الحكومة أكدت أنها تعمل على تأمين مأوى مؤقت للنازحين، إضافة إلى توفير الغذاء والمياه والخدمات الطبية العاجلة. 

السلطات أوضحت أنها ستقيم حواجز إسمنتية مؤقتة لتقليل احتمالات تمدد الانهيارات في القرى المتضررة.

متحدث باسم فرق الإنقاذ شدد على أن الوقت عامل حاسم، مشيراً إلى أن كل ساعة تمر تقلل فرص العثور على ناجين، لكن فرق الطوارئ مستمرة في العمل رغم الظروف الجوية القاسية.

تم نسخ الرابط