رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

بعد 30 عامًا.. القضاء الإيطالي يعيد فتح ملف "رحلات القنص" في سراييفو

أرشيفية
أرشيفية

عاد ملف "السياحة الدموية" في العاصمة البوسنية سراييفو إلى دائرة الضوء بعد ثلاثة عقود من الحرب البوسنية، مع تحرك القضاء الإيطالي للتحقيق في تورط مواطنين إيطاليين في عمليات قتل استهدفت المدنيين، بينهم أطفال.

القضية، التي كشف عنها للصحافة الكاتب الإيطالي إيزيو جافازيني، تفتح نافذة جديدة على واحدة من أبشع الظواهر خلال الحصار العسكري لسراييفو في التسعينيات، حيث كان يُدفع أموال طائلة للمشاركة في تجارب قنص المدنيين.

بدأت التحقيقات في ميلانو بعد تقديم بلاغ رسمي من جافازيني، مرفقًا بوثائق استخباراتية تؤكد وجود خمسة أجانب، ثلاثة منهم إيطاليون، شاركوا في "رحلات قنص" استهدفت المدنيين في سراييفو خلال شتاء 1993–1994. 

وأوضحت مصادر استخباراتية بوسنية سابقة أن الاكتشاف تم من خلال تقارير الاستخبارات العسكرية الإيطالية التي أوقفت هذه الظاهرة بعد بلاغات رسمية.

وأشار البلاغ إلى "تعريفة القتل" التي كانت تُطبق خلال هذه الرحلات: الأطفال الأغلى ثمنًا، يليهم الرجال، ثم النساء، وأخيرًا المسنون الذين يُقتَلون مجانًا. 

كما كشف عن ارتباط بعض المشاركين باليمين المتطرف، واستخدام رحلات الصيد القانونية كغطاء لإخفاء نشاطاتهم.

تستند التحقيقات الجديدة إلى شهادات ووثائقيات صدرت خلال السنوات الماضية، أبرزها فيلم "سفاري سراييفو" الذي قدم تفاصيل هذه الظاهرة وأسماء بعض المشاركين. 

كما تشارك عمدة سراييفو السابقة في تقديم شهادتها، مؤكدة استمرار متابعة القضية أمام القضاء الإيطالي.

ويعتبر الملف امتدادًا لتغطية جرائم الحرب البوسنية، بما فيها محاكمة راتكو ملاديتش وموضوع القناصة الأجانب الذين أرعبوا سكان سراييفو، ويعيد إلى الواجهة النقاش حول كيفية تعامل القضاء الدولي مع انتهاكات حقوق الإنسان الخطيرة بعد عقود من وقوعها.

تم نسخ الرابط