رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

أوروبا تتحرك في لحظة حاسمة: مجموعة الخمسة تبحث تعزيز المساعدات العسكرية لأوكرانيا وتحصين الدفاع الأوروبي

تعزيز المساعدات العسكرية
تعزيز المساعدات العسكرية لأوكرانيا

يدخل التنسيق الدفاعي الأوروبي مرحلة حساسة مع اجتماع وزراء الدفاع في برلين لمناقشة مستقبل الدعم العسكري لأوكرانيا وتعزيز الأمن القاري. 

لحظة سياسية ودفاعية تفرض نفسها بقوة في ظل التهديدات المتصاعدة وتغيّر موازين القوى العالمية.

اجتماع أوروبي يركز على دعم أوكرانيا

يجري وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس مشاورات موسعة مع نظرائه من الدول الأوروبية الكبرى إلى جانب مفوضة الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية كايا كالاس، في لقاء مشترك يُعقد في العاصمة برلين. 

يحمل الاجتماع أهمية خاصة باعتباره منصة تنسيق رئيسية تبحث بشكل مباشر في المساعدات العسكرية الإضافية لأوكرانيا.

توضح وزارة الدفاع الألمانية أن اجتماع "مجموعة الخمسة" يخصص جزءاً محورياً من جدول أعماله لمناقشة حزم دعم جديدة لجيش كييف، خصوصاً في ظل استمرار المواجهات وتعرض القوات الأوكرانية لضغوط ميدانية متزايدة. 

وتؤكد برلين أن الجماعة الأوروبية تضع أمن أوكرانيا في صدارة أولوياتها الدفاعية.

تهديدات هجينة على طاولة النقاش

يفتح الاجتماع الباب أمام تقييم شامل للتهديدات الهجينة التي تواجهها أوروبا، والتي تشمل الهجمات السيبرانية، والحملات التضليلية، ومحاولات زعزعة الاستقرار عبر أدوات غير تقليدية. 

وتستعد الدول المشاركة لتبادل الرؤى حول كيفية مواجهة هذه التهديدات، مع التركيز على تكامل الجهود الدفاعية بين العواصم الأوروبية.

تتناول النقاشات أيضاً الإجراءات المطلوب اتخاذها لتعزيز صلابة الصناعات الدفاعية الأوروبية وضمان قدرتها على تلبية الطلب المتزايد على المعدات العسكرية، سواء داخل الاتحاد الأوروبي أو لدعم أوكرانيا في حربها المستمرة.

مشاركة أوروبية واسعة بقيادة ألمانية

يوجه الوزير الألماني دعوات رسمية إلى نظرائه من فرنسا والمملكة المتحدة وإيطاليا وبولندا للمشاركة في محادثات برلين، إلى جانب حضور كايا كالاس ممثلة الاتحاد الأوروبي. 

وتشكل هذه التركيبة أحد أكثر المنتديات الدفاعية تأثيراً داخل القارة، ما يجعل أي قرارات تصدر عنها ذات وزن كبير على المستوى الإقليمي.

يأتي الاجتماع بالتزامن مع مرور عام كامل على تأسيس هذا المنتدى، الذي أطلقه بيستوريوس بهدف رفع مستوى التنسيق الدفاعي بين القوى الأوروبية الكبرى. 

وتكتسب هذه الذكرى بعداً إضافياً في ظل اشتداد التحديات الأمنية وتنامي الحاجة إلى مواقف موحدة.

منتدى وُلد من رحم مخاوف ما بعد فوز ترامب

تشكلت صيغة مجموعة الخمسة في أعقاب فوز الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالانتخابات، وما أثاره ذلك من تساؤلات حول مستقبل الموثوقية الأميركية داخل منظومة التحالف الغربي. وجاء تأسيس المنتدى كخطوة احترازية لتعزيز القدرات الدفاعية الأوروبية وتقليل الاعتماد المفرط على واشنطن.

توضح التطورات الأخيرة أن جزءاً كبيراً من هذه المخاوف جرى احتواؤه عبر خطط دفاعية جديدة تبناها حلف شمال الأطلسي "الناتو"، أسهمت في تهدئة الجدل حول مدى التزام الولايات المتحدة بالدفاع المشترك. 

ومع ذلك، تظل أوروبا حريصة على تعميق استقلالها الدفاعي وإبقاء قنوات التنسيق مفتوحة بين القوى الخمس.

أوروبا أمام مفترق طرق دفاعي

يختتم الاجتماع أعماله برسالة واضحة تؤكد أن الأمن الأوروبي يمر بمرحلة تحول لا تحتمل التراخي. 

وتستمر العواصم الأوروبية في الدفع باتجاه دعم أوكرانيا وتعزيز التنسيق الدفاعي لمواجهة أي تهديد خارجي، سواء كان عسكرياً مباشراً أو هجينا.

تم نسخ الرابط