رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

مقتل العميد محمد الصداعي داخل قاعدة معيتيقة يهزّ طرابلس.. صراع داخلي أم تصفية غامضة؟

مقتل العميد محمد
مقتل العميد محمد الصداعي داخل قاعدة معيتيقة

العاصمة الليبية طرابلس تهتزّ اليوم على وقع حادثة صادمة داخل واحدة من أهم قواعدها العسكرية، بعدما سقط العميد محمد الصداعي قتيلاً برصاص أحد جنوده داخل قاعدة معيتيقة، في واقعة تثير تساؤلات واسعة حول أسبابها ودلالاتها في ظل تصاعد التوتر الأمني بالعاصمة.

مقتل ضابط رفيع داخل قاعدة معيتيقة

حادثة دامية شهدتها قاعدة معيتيقة العسكرية، الأربعاء، بعدما لقي العميد محمد الصداعي، آمر "القوات الخاصة"، مصرعه داخل مكتبه إثر تعرضه لإطلاق نار مباشر من أحد عناصر وحدته.

مصادر ميدانية محلية أكدت أن مشادة كلامية نشبت بين الصداعي وأحد الجنود التابعين له، قبل أن تتطور إلى اشتباك مسلح قصير انتهى بمقتله على الفور. 

فيما التزمت الجهات الرسمية الصمت حتى اللحظة، دون الكشف عن تفاصيل إضافية أو توضيح الدوافع الحقيقية وراء الحادثة.

شخصية عسكرية مؤثرة في الغرب الليبي

مكانة الصداعي داخل المؤسسة العسكرية كانت لافتة، إذ يُعد من أبرز الضباط الميدانيين في غرب ليبيا، وارتبط اسمه بمهام دقيقة وحساسة خلال السنوات الماضية.
قاد الرجل عمليات نوعية ساهمت في استقرار مناطق حيوية داخل العاصمة طرابلس، وكان يشرف بنفسه على التخطيط الميداني وتوجيه وحداته في المواجهات ضد الجماعات المسلحة، ما أكسبه ثقة رئاسة الأركان العامة التي تتبع لها "القوات الخاصة".

قاعدة معيتيقة بؤرة توتر مستمر

القاعدة التي وقعت فيها الحادثة، أي معيتيقة، لم تغب طويلاً عن دائرة التوترات الأمنية.
فمنذ شهرين فقط، كانت محور اشتباكات عنيفة بين قوات موالية لحكومة الوحدة الوطنية من جهة، وجهاز الردع ومكافحة الجريمة من جهة أخرى، قبل أن تُعقد تسوية بتكليف قوة محايدة لتأمينها.
ورغم الهدوء النسبي الذي أعقب تلك المواجهات، إلا أن مقتل العميد الصداعي يعيد إلى الأذهان هشاشة الوضع الأمني داخل المؤسسة العسكرية الليبية، ويطرح تساؤلات عن عمق الخلافات داخل صفوفها.

تحقيق عاجل لكشف الملابسات

مصادر أمنية أشارت إلى فتح تحقيق موسّع لتحديد خلفيات الحادثة والوقوف على هوية الجندي المتورط ودوافعه، وسط مطالبات من شخصيات عسكرية بضرورة كشف الحقائق كاملة للرأي العام، تجنباً لتأويلات سياسية أو أمنية قد تزيد من احتقان المشهد في طرابلس.

أجواء مشحونة وتحديات أمنية متجددة

مقتل الصداعي يأتي في توقيت حساس، حيث تشهد العاصمة منذ أسابيع تصاعداً في حدة التوتر بين الأجهزة الأمنية والعسكرية، وتنافساً على النفوذ والمواقع الاستراتيجية داخل المدينة.

ويخشى مراقبون من أن تؤدي الحادثة إلى موجة جديدة من الانقسامات الداخلية أو عمليات انتقامية، خصوصاً أن العميد الراحل كان يتمتع بعلاقات قوية داخل المؤسسة العسكرية، ويمتلك نفوذاً واسعاً بين الضباط الميدانيين.

تم نسخ الرابط