مأساة جديدة في المتوسط.. غرق قارب مهاجرين قبالة ليبيا ومقتل 42 شخصاً
أعلنت وكالة الأمم المتحدة للهجرة، الأربعاء، عن فاجعة إنسانية جديدة في البحر الأبيض المتوسط، بعدما غرق قارب كان يحمل عشرات المهاجرين قبالة سواحل ليبيا.
الوكالة رجّحت أن يكون 42 شخصاً على الأقل قد لقوا مصرعهم في الحادث الذي وقع في الثالث من نوفمبر الجاري، فيما تمكنت السلطات الليبية من إنقاذ سبعة أشخاص فقط بعد ستة أيام من الانجراف في البحر.
وفي بيان رسمي، أوضحت المنظمة الدولية للهجرة أن السلطات الليبية نفذت عملية بحث وإنقاذ في الثامن من نوفمبر، عقب تلقي بلاغ عن غرق قارب مطاطي كان يقل 49 مهاجراً، من بينهم امرأتان، بعد خمسة أيام من مغادرته الساحل الليبي متجهاً نحو أوروبا.
الناجون يروون فصول المأساة
الناجون الذين أُنقذوا بعد أيام طويلة من العزلة وسط الأمواج تحدثوا عن لحظات مرعبة عاشوها في عرض البحر بعد نفاد المياه والطعام.
شهاداتهم كشفت أن القارب بدأ بالتسرب بعد ساعات من الإبحار، فيما لم تصل أي فرق إنقاذ في الوقت المناسب، ما أدى إلى وفاة العشرات غرقاً أو عطشاً.
السلطات الليبية أكدت نقل الناجين إلى أحد مراكز الإيواء في مدينة الزاوية غرب ليبيا، حيث يتلقون الرعاية الطبية والنفسية.
ليبيا محطة خطيرة في طريق الهجرة
تشهد السواحل الليبية منذ سنوات موجات متكررة من محاولات الهجرة غير النظامية، إذ تُعد البلاد نقطة انطلاق رئيسية للمهاجرين نحو أوروبا عبر طريق المتوسط الأوسط، الذي يُعتبر الأخطر في العالم.
المنظمة الدولية للهجرة أشارت في تقريرها إلى أن المهاجرين يواجهون ظروفاً قاسية داخل ليبيا قبل الإبحار، حيث تنتشر شبكات الاتجار بالبشر وتُفرض عليهم رحلات محفوفة بالمخاطر مقابل مبالغ باهظة.
كما حذرت المنظمة من أن ضعف قدرات الإنقاذ في البحر وتراجع العمل الإنساني بسبب القيود المفروضة على المنظمات غير الحكومية يزيدان من معدلات الوفيات.
أرقام صادمة عن ضحايا الهجرة في المتوسط
المنظمة الدولية للهجرة ذكرت في وقت سابق أن ما لا يقل عن 456 شخصاً لقوا مصرعهم منذ بداية العام الجاري أثناء محاولتهم عبور المتوسط انطلاقاً من السواحل الليبية.
كما لقي 60 مهاجراً، بينهم نساء وأطفال، حتفهم منتصف هذا العام بعد غرق قاربين في الحادث ذاته، ما يرفع حصيلة الضحايا إلى مستويات مقلقة.
وبحسب بيانات المنظمة، تم اعتراض أكثر من 17 ألف شخص منذ مطلع العام وإعادتهم إلى ليبيا، بينهم 1516 امرأة و586 طفلاً، وسط انتقادات دولية متزايدة لإجبار المهاجرين على العودة إلى ظروف احتجاز غير إنسانية.
المتوسط.. طريق الموت المستمر
طريق البحر الأبيض المتوسط ما زال يوصف بأنه أخطر طريق للهجرة في العالم، نتيجة تزايد ممارسات التهريب الخطيرة والافتقار إلى التنسيق بين الجهات المعنية بالإنقاذ.
المنظمات الإنسانية الدولية دعت إلى وضع آلية أوروبية دائمة لإنقاذ المهاجرين وتوفير ممرات آمنة للهجرة الشرعية، مؤكدة أن استمرار هذه الكوارث يعكس فشل المجتمع الدولي في معالجة جذور الأزمة.
نداءات عاجلة لوقف المآسي
المنظمة الدولية للهجرة شددت على ضرورة دعم جهود الإنقاذ البحري وتعزيز التعاون بين الدول المتوسطية للحد من هذه المآسي المتكررة.
وطالبت بزيادة الضغط على شبكات التهريب التي تنشط في ليبيا، معتبرة أن كل تأخير في التحرك الدولي يعني فقدان مزيد من الأرواح في مياه المتوسط.

