إشراف أمني مشدد وتوزيع عبر الأمم المتحدة.. إسرائيل تعيد فتح معبر زيكيم بعد شهور من الإغلاق
قرار إسرائيلي جديد يعيد فتح معبر زيكيم شمال قطاع غزة بعد فترات طويلة من الإغلاق، في خطوة وصفت بأنها محاولة لتسريع تدفق المساعدات الإنسانية وسط أزمة إنسانية خانقة يعيشها القطاع منذ عام 2023.
الفتح جاء وفق ترتيبات أمنية صارمة وإشراف مباشر من وزارة الدفاع الإسرائيلية، مع تولي الأمم المتحدة ومنظمات دولية مهمة توزيع المساعدات داخل غزة.
فتح معبر زيكيم تحت رقابة إسرائيلية مشددة
أعلنت وحدة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية، وهي الجهة التابعة للجيش والمسؤولة عن إدارة تدفق المساعدات، فتح معبر زيكيم بشكل رسمي اليوم الأربعاء.
وأكد البيان أن هيئة المعابر البرية التابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية ستتولى عمليات الفحص الأمني لكافة الشحنات قبل دخولها إلى القطاع.
الخطوة تأتي بعد أشهر من الجدل حول بطء وصول المساعدات، وتزايد الضغوط الدولية على تل أبيب لتخفيف القيود المفروضة على الإغاثة الإنسانية، خصوصاً في المناطق الشمالية من غزة التي تعاني من نقص حاد في المواد الأساسية.
الأمم المتحدة والمنظمات الدولية تتولى التوزيع
أوضحت السلطات الإسرائيلية أن عملية إدخال المساعدات ستتم عبر الأمم المتحدة وعدد من المنظمات الدولية المعتمدة، لضمان وصولها إلى المدنيين في المناطق المتضررة.
ويقع معبر زيكيم شمال غزة بالقرب من الشاطئ، ويُستخدم أساساً لنقل المساعدات الإنسانية إلى الشمال، غير أنه شهد في الأشهر الأخيرة حوادث دامية راح ضحيتها عشرات الفلسطينيين الذين كانوا بانتظار الإمدادات.
اتفاق الهدنة وإدخال 600 شاحنة إغاثة يومياً
اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في العاشر من أكتوبر الماضي، بعد مفاوضات شاقة بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة، نص على إدخال نحو 600 شاحنة إغاثة يومياً لتلبية الاحتياجات الأساسية في القطاع المنكوب.
ومنذ بدء الهدنة، دخلت المساعدات عبر معبر رفح الحدودي مع مصر، إلا أن الإجراءات الأمنية والتفتيش الإسرائيلي الدقيق أدت إلى بطء كبير في تدفق الشحنات، ما تسبب في تفاقم المعاناة الإنسانية داخل غزة.
جدل حول الإشراف الأميركي على المساعدات
مصادر أميركية كانت قد كشفت في وقت سابق أن الجيش الأميركي أقام مركزاً جنوب إسرائيل لإدارة عملية توزيع المساعدات وضمان تدفقها المنتظم إلى داخل القطاع.
لكن تل أبيب سارعت إلى نفي تلك التقارير، مؤكدة أنها تواصل التنسيق مع الجانب الأميركي في الإطار اللوجستي فقط، وأن السيطرة الفعلية على عملية التفتيش والإدخال تبقى بيدها عبر الأجهزة الأمنية المختصة.
إعادة فتح معبر زيكيم تمثل خطوة جديدة في مسار إدارة الأزمة الإنسانية في غزة، لكنها تبقى مرهونة بمدى التزام إسرائيل بتسهيل مرور الإغاثة دون قيود إضافية.
وبينما تنتظر غزة تدفقاً فعلياً للمساعدات، تظل الإجراءات الأمنية الإسرائيلية عاملاً حاسماً يحدد سرعة وصول الإمدادات إلى مئات آلاف الفلسطينيين الذين يعيشون على أمل بقاء هذه المعابر مفتوحة.

