حكاية أول أتوبيس برمائي في مصر.. خطوة جديدة في عالم النقل الذكي والسياحة

شهدت مصر خطوة جديدة نحو الابتكار في مجال النقل والسياحة، مع ظهور أول أتوبيس برمائي يعمل في البلاد، وهو مشروع فريد من نوعه يجمع بين السير على الطرق البرية والإبحار في نهر النيل، في تجربة سياحية غير مسبوقة تمهد لمرحلة جديدة من وسائل النقل الذكية في مصر.

ومن المقرر أن يبدأ العمل خلال أيام في مسار سياحي من أثر النبي إلى متحف الحضارات، بالتنسيق مع هيئة النقل النهري وإحدى شركات السياحة.

تجربة مصرية

تم عرض الأتوبيس البرمائي الجديد خلال فعاليات معرض ومؤتمر النقل الذكي واللوجستيات TransMEA 2025، الذي افتتحه رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي نيابة عن الرئيس عبدالفتاح السيسي، بمشاركة أكثر من 500 شركة من 30 دولة.

ويعمل الأتوبيس بنظام مزدوج، حيث يسير على عجلات في الطرق ثم يتحول للإبحار في المياه عبر نظام دفع مائي متطور، مما يجعله مثاليًا للجولات السياحية على ضفاف النيل.

سعر تذكرة الأتوبيس البرمائي

وأكد مسؤولو شركة التشغيل أن أسعار التذاكر تبدأ من 100 جنيه للمصريين، و25 دولارًا للأجانب، على أن تنفذ المرحلة الثانية في الأقصر وأسوان.

توطين صناعة النقل

وخلال جولته بمعرض TransMEA، تفقد الدكتور مصطفى مدبولي أول أتوبيس برمائي مصري ضمن خطة الدولة لتوطين صناعات النقل الذكي، حيث استمع إلى شرح من اللواء حسن الليثي، رئيس شركة "السوبر جيت"، حول الموديلات المنتجة محليًا من شركات مصرية مثل "النصر للسيارات" و"MCV" و"مان قسطور" و"فولفو الحديثة".

ويأتي تصنيع الأتوبيس البرمائي المحلي كجزء من رؤية مصر 2030 لدعم الابتكار الصناعي وتعزيز التجربة السياحية في المدن المطلة على المياه.

نماذج عربية

ورغم أن التجربة المصرية تعد الأحدث في المنطقة، فإن النقل البرمائي له نماذج ناجحة في دول عربية مجاورة، حيث جاءت الإمارات كأول دولة عربية تشغل أتوبيسًا برمائيًا فعليًا باسم "Wonder Bus" في دبي، يقدم جولات فريدة بين شوارع المدينة وخور دبي.

كما شهدت قطر تجربة مؤقتة أثناء فعاليات كأس العالم 2022 في الدوحة، وأعلنت السعودية وعُمان عن خطط مستقبلية لإطلاق الخدمة في جدة ومسقط ضمن مشروعاتهما السياحية الجديدة.

أهمية الأتوبيس البرمائي

أوضح خبراء الاقتصاد أن إطلاق الأتوبيس البرمائي المصري يعد خطوة نوعية في دعم السياحة النيلية والتحول الذكي في المواصلات، حيث يمنح السائح تجربة فريدة تجمع بين جولة برية ونيلية في آن واحد، كما يسهم في تنويع المنتج السياحي المصري، ويعكس قدرة الصناعة الوطنية على تطوير وسائل نقل عصرية تتماشى مع المعايير العالمية.