رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

نزوح 81 ألفاً من الفاشر خلال أسبوعين.. أزمة إنسانية تتفاقم في دارفور وسط عجز الإغاثة

نازحون من مدينة الفاشر
نازحون من مدينة الفاشر

أعلنت منظمة الهجرة الدولية، اليوم الأربعاء، أن أكثر من 81 ألف شخص نزحوا من مدينة الفاشر ومحيطها بولاية شمال دارفور، منذ 26 أكتوبر الماضي، بعد سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة واندلاع موجة من الانتهاكات ضد المدنيين.
وأوضحت المنظمة أن الأرقام أولية وقابلة للارتفاع، نظراً إلى استمرار تدهور الوضع الأمني وتبدّل ديناميكيات النزوح بسرعة كبيرة، مشيرة إلى أن ما يجري في الفاشر يمثل واحدة من أكبر موجات النزوح في الإقليم منذ اندلاع الحرب بين الجيش والدعم السريع في أبريل 2023.

اتهامات متصاعدة وانتهاكات موثقة

سيطرة قوات الدعم السريع على الفاشر، عاصمة شمال دارفور، أثارت موجة من الاتهامات الدولية بارتكاب مجازر وعمليات تهجير قسري بحق المدنيين، وسط مخاوف من تكريس تقسيم جغرافي جديد في السودان.
وفي 29 أكتوبر الماضي، أقر قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو حميدتي بوقوع تجاوزات من قواته في المدينة، معلناً تشكيل لجان تحقيق، في خطوة اعتبرها مراقبون محاولة لامتصاص الغضب المحلي والدولي.

انهيار متسارع في الوضع الإنساني

حذّرت شبكة أطباء السودان من تدهور خطير في الأوضاع داخل مخيمات النزوح شمال الفاشر، مع ارتفاع أعداد الوافدين بشكل غير مسبوق.
وقالت الشبكة في بيان، إن مخيمات طويلة وكورما وقولو باتت تستقبل آلاف النازحين يومياً، إذ تجاوز عدد القادمين حديثاً 36 ألف شخص خلال أيام معدودة، مشيرة إلى وصول مصابين من الفاشر في حالات حرجة، وسط انعدام شبه تام للخدمات الطبية ونقص حاد في الأدوية.

وأكد البيان أن معدلات سوء التغذية بين الأطفال والنساء الحوامل تشهد ارتفاعاً مقلقاً، بينما يضطر عدد كبير من النازحين إلى النوم في العراء بلا مأوى أو حماية، بعد عجز المنظمات عن توفير الخيام والملاجئ المؤقتة.
وأشار إلى أن الوضع تفاقم بسبب نقص مياه الشرب وانتشار الأمراض المعدية داخل المخيمات المزدحمة.

الإغاثة تتعطل والنهب يفاقم المعاناة

أوضحت شبكة الأطباء أن المساعدات الإنسانية لا تصل إلى مستحقيها بشكل منتظم بسبب عمليات نهب متكررة لقوافل الإغاثة، ما فاقم الأزمة الإنسانية وعمّق معاناة عشرات الآلاف من النازحين.
وطالبت المنظمة بضرورة توسيع القدرة الاستيعابية للمخيمات وتوفير احتياجات عاجلة من الغذاء والدواء والمياه، مع تأمين الطرق الإنسانية لضمان وصول المساعدات إلى المناطق المنكوبة.

دارفور على حافة الكارثة

تؤكد المنظمات الدولية أن ما يحدث في الفاشر ينذر بكارثة إنسانية غير مسبوقة في دارفور، حيث يعيش مئات الآلاف من المدنيين تحت رحمة الصراع المسلح والجوع والمرض.

محللون يروا أن استمرار القتال وغياب الاستجابة الدولية الفاعلة قد يدفع الإقليم نحو انهيار كامل للمنظومة الإنسانية، مع خطر تحول دارفور إلى مركز جديد للأزمات في إفريقيا إذا لم يتحرك المجتمع الدولي سريعاً.

تم نسخ الرابط