اليابان تعلن الطوارئ.. الجيش ينتشر في المدن بعد تصاعد غزو الدببة وهجمات دامية تهز البلاد
انتشار عسكري غير مسبوق تشهده اليابان، لكن هذه المرة ليس لمواجهة عدو بشري، بل للتصدي لخطر طبيعي آخذ في التصاعد.
فقد أعلنت الحكومة اليابانية إرسال وحدات من قوات الدفاع الذاتي إلى مناطق مختلفة من البلاد بعد سلسلة من الهجمات العنيفة التي شنتها الدببة على السكان في المدن والقرى، ما أسفر عن مقتل 12 شخصاً منذ شهر أبريل الماضي.
هجمات الدببة تتحول إلى أزمة وطنية في أكيتا
البيانات الصادرة عن وزارة البيئة اليابانية كشفت أن ثلثي الوفيات وقعت في محافظة أكيتا شمالي جزيرة هونشو، أكبر جزر اليابان، حيث تتزايد أعداد الدببة بشكل غير مسبوق.
وتشهد بلدة كازونو في المنطقة حالة استنفار عام، بعدما حذّرت السلطات السكان من دخول الغابات الكثيفة، وطلبت منهم البقاء في منازلهم ليلاً وحمل أجراس لإخافة الحيوانات المفترسة.
تخفيف القوانين وتسليح الصيادين لمواجهة الخطر
في خطوة استثنائية، قررت الحكومة اليابانية تخفيف قيود استخدام الأسلحة المفروضة على الصيادين في سبتمبر الماضي، وذلك لتمكينهم من مواجهة الدببة داخل المناطق الحضرية.
وأوضح نائب كبير أمناء مجلس الوزراء، كي ساتو، أن الحكومة تعمل على تطبيق مزيد من إجراءات الطوارئ خلال الأسابيع المقبلة، بينها تجنيد صيادين مرخّصين إضافيين.
الخطر يغيّر نمط الحياة اليومية للسكان
عمدة كازونو شينجي ساساموتو عبّر عن قلقه من تزايد الخطر قائلاً: “يشعر سكان البلدة بالخطر يومياً، فقد تغيّر نمط حياتهم كلياً، وتوقّفوا عن الخروج أو المشاركة في الفعاليات العامة”.
وأشار إلى أن وجود الجيش ساهم في رفع معنويات السكان، لكنه لم يبدّد الخوف تماماً مع استمرار تسجيل الهجمات في المناطق القريبة.
انتشار عسكري أوسع في شمال اليابان
التحركات العسكرية ستشمل مدينتي أوداتي وكيتاكيتا خلال الأيام المقبلة، في إطار خطة شاملة تمتد حتى نهاية الشهر الجاري، لمساندة السلطات المحلية في نصب مصائد حديدية وصناديق خاصة لاحتجاز الدببة.
وأكدت الحكومة أن الجنود لن يطلقوا النار على الحيوانات، بل سيقتصر دورهم على الدعم اللوجستي وتأمين المناطق المأهولة.
تضاعف أعداد الدببة وتحذيرات من كارثة بيئية
حاكم مقاطعة أكيتا كشف أن عدد الدببة تضاعف ست مرات هذا العام ليصل إلى أكثر من 8000 هجوم مُسجَّل، ما يعكس خللاً بيئياً واضحاً ناجماً عن تقلص مصادر الغذاء الطبيعية في الجبال.
ويرى خبراء البيئة أن تغيّر المناخ وانكماش الغابات دفع الدببة للنزول نحو المناطق السكنية بحثاً عن الطعام، ما حوّلها إلى تهديد حقيقي للأمن العام.
أنواع الدببة في اليابان وأين تعيش
اليابان موطن نوعين رئيسيين من الدببة: الدب الأسود الياباني الذي يعيش في جزيرة هونشو وبعض مناطق شيكوكو، ويبلغ وزنه نحو 130 كغم، وله شعر أسود وأذنان مستديرتان.
أما دب هوكايدو البني فيُعد أضخم الحيوانات البرية في البلاد، إذ قد يصل وزنه إلى 400 كغم، ويستوطن جزيرة هوكايدو الشمالية.
بلد التكنولوجيا في مواجهة كابوس الطبيعة
المشهد في اليابان يعكس مفارقة لافتة؛ بلد الروبوتات والتطور التكنولوجي يجد نفسه في معركة مع دببة غاضبة تتجول على أطراف المدن.
وبينما تتسارع الخطط لحماية السكان، تبقى الأسئلة البيئية والإنسانية مفتوحة حول أسباب تفاقم الظاهرة وكيف يمكن إعادة التوازن بين الإنسان والطبيعة في واحدة من المفترض أنها أكثر الدول أماناً في العالم.


