"ترافكو" تضخ 1.5 مليار دولار لتوسعات فندقية كبرى في مصر وإفريقيا عام 2026
                            في خطوة تعكس الثقة المتزايدة في تعافي قطاع السياحة المصري والإفريقي، أعلنت مجموعة «ترافكو» العالمية للسياحة عن خطة استثمارية طموحة بقيمة 1.5 مليار دولار خلال عام 2026، تشمل إنشاء 10 فنادق جديدة في مصر وعدد من الدول الإفريقية، في مقدمتها المغرب، ضمن استراتيجية توسعية تستهدف تعزيز مكانة المجموعة كإحدى أكبر الكيانات الفندقية في المنطقة.
كشف حامد الشيتي، رئيس مجلس إدارة مجموعة «ترافكو»، في تصريحات خاصة لـ«الشرق»، أن نصف قيمة الاستثمارات سيتم تمويلها ذاتيًا من موارد المجموعة، فيما يجري تمويل النصف الآخر عبر مؤسسات مصرفية، مشيرًا إلى أن الخطة الجديدة تأتي استكمالًا لمشروعات توسعية بدأت بالفعل داخل السوق المصرية وخارجها.
وأوضح الشيتي أن الفنادق الجديدة ستقام في مصر والمغرب وعدد من الدول الإفريقية التي تشهد نموًا في الحركة السياحية، لافتًا إلى أن المشروع يتضمن افتتاح أول فندق للمجموعة في المغرب، لما تتمتع به من موقع استراتيجي وسوق سياحي واعد.
وأشار إلى أن اختيار مصر والمغرب في صدارة الأسواق المستهدفة يعود إلى أنهما يحتلان المرتبتين الثالثة والرابعة عربيًا من حيث الإنفاق السياحي، مما يعزز فرص تحقيق عائدات مرتفعة وتنوع في مصادر الدخل السياحي.
خطة التوسع وجذب السياح:
تستهدف «ترافكو» زيادة عدد السياح الوافدين إلى مصر إلى 1.5 مليون سائح بحلول نهاية عام 2025، من خلال فتح أسواق جديدة في أمريكا اللاتينية مثل البرازيل والمكسيك، والعمل على تنويع الوجهات السياحية التي تقدمها الشركة، سواء في البحر الأحمر أو رحلات النيل أو السياحة الثقافية.
وأكد الشيتي أن غياب خطوط الطيران المباشرة مع بعض الأسواق الآسيوية مثل اليابان يمثل تحديًا حقيقيًا أمام زيادة حركة السياحة، داعيًا إلى دعم الجهود الحكومية لتوسيع شبكة الربط الجوي مع الوجهات البعيدة.
وتملك مجموعة «ترافكو» حاليًا 70 منشأة فندقية في مصر بطاقة تقارب 20 ألف غرفة، إلى جانب منشأتين في الإمارات و3 في زنجبار بتنزانيا و26 مركبًا عائمًا، مما يجعلها من أكبر المجموعات السياحية المتكاملة في الشرق الأوسط وإفريقيا.
السياحة المصرية تواصل النمو:
وتأتي استثمارات «ترافكو» الجديدة بالتزامن مع انتعاش واضح في القطاع السياحي المصري، حيث استقبلت البلاد 15 مليون سائح خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2025، بزيادة 21% مقارنة بالعام السابق، لتقترب من مستهدفها السنوي البالغ 18 مليون سائح.
وتعمل الحكومة على زيادة الطاقة الفندقية بنحو 200 ألف غرفة جديدة خلال 3 إلى 4 سنوات، في إطار خطة شاملة لرفع عدد السياح إلى 30 مليون سنويًا بحلول عام 2031، مدعومة بمشروعات قومية كبرى أبرزها افتتاح المتحف المصري الكبير وتطوير المقاصد السياحية في البحر الأحمر وسيناء والأقصر.
ورغم التحديات الجيوسياسية في المنطقة، تمكنت السياحة المصرية من الحفاظ على زخمها بفضل تنوع المقاصد، وتطور البنية التحتية، واستقرار الأوضاع الأمنية، مما شجع المستثمرين المحليين والدوليين على توسيع استثماراتهم في القطاع.
الشيتي: أسعار الأراضي السياحية غير مشجعة
وفي سياق متصل، انتقد حامد الشيتي ارتفاع أسعار الأراضي السياحية، موضحًا أن بعض المناطق الصحراوية تُباع بأسعار تصل إلى 6500 جنيه للمتر رغم تحمل المستثمرين تكلفة المرافق والبنية التحتية.
وقال إنه يجري حاليًا مفاوضات مع هيئة التنمية السياحية لإعادة النظر في تسعير الأراضي في مناطق مثل جنوب الغردقة، وسفاجا، وجنوب سيناء، ودهب، مطالبًا في الوقت نفسه بـ إعفاءات ضريبية وجمركية لدعم الاستثمارات الفندقية وتحفيز القطاع على مزيد من النمو.