ترامب يلوّح بالتحذير: الرئيس الصيني يعرف العواقب جيداً إذا غزت الصين تايوان
أطلق الرئيس الأميركي دونالد ترامب تصريحات حادة تجاه الصين، مؤكداً أن نظيره الصيني شي جينبينج "يدرك جيداً العواقب" إذا أقدمت بلاده على غزو تايوان.
وأوضح ترامب في مقابلة مع برنامج 60 دقيقة على شبكة "سي بي إس" الأميركية، أن ملف تايوان لم يكن مطروحاً خلال محادثاته الأخيرة مع شي في آسيا، مشيراً إلى أنه ناقش معه عدداً من القضايا الإقليمية والدولية الحساسة.
ملف تايوان خارج النقاش العلني
أكد ترامب أن اللقاء الأخير لم يتطرق إلى قضية تايوان إطلاقاً، رغم كونها إحدى أكثر النقاط توتراً في العلاقات بين واشنطن وبكين.
وعندما سألته المذيعة نورا أودونيل عن خطته في حال غزت الصين الجزيرة، أجاب ترامب بحذر: "لا أستطيع أن أكشف أسراري"، في إشارة توحي بأن الولايات المتحدة تضع سيناريوهات جاهزة لأي تحرك صيني.
الصين تتحدث عن مجرى التاريخ الحتمي
من جانبها، أكدت وزارة الدفاع الصينية أن وزير الدفاع دونج جون أبلغ نظيره الأميركي بيت هيجسيث بأن "توحيد" الصين القارية وتايوان يسير في مجرى التاريخ الطبيعي، معتبرة أن مسألة الجزيرة شأن داخلي لا يحق لأي طرف خارجي التدخل فيه.
ودعت بكين الولايات المتحدة إلى "الحذر في أقوالها وأفعالها"، والتزام موقف واضح يعارض استقلال تايوان.
تحذيرات متبادلة ودعوة لبناء الثقة
البيان الصيني شدد على ضرورة تنفيذ التفاهمات التي توصل إليها رئيسا البلدين، مع الدعوة إلى اتخاذ "إجراءات ملموسة" لتعزيز الحوار العسكري وتبديد الشكوك بين الجانبين.
وأكد دونج أن إقامة علاقة قائمة على الاحترام المتبادل والتعايش السلمي تمثل السبيل الوحيد للحفاظ على الاستقرار في المنطقة.
لقاء دفاعي إقليمي وسط أجواء مشحونة
التقى وزيرا الدفاع الصيني والأميركي على هامش قمة دفاعية لدول جنوب شرق آسيا في ماليزيا، غداة الاجتماع الذي جمع ترامب وشي في كوريا الجنوبية.
اللقاء جاء وسط أجواء متوترة تشهدها منطقة المحيطين الهندي والهادئ، حيث تتزايد التحركات العسكرية والتصريحات الحادة بشأن تايوان وبحر الصين الجنوبي.
تايوان بين المطرقة والسندان
تعتبر الصين تايوان التي تتمتع بحكم ذاتي جزءاً من أراضيها، فيما تعترف الولايات المتحدة رسمياً ببكين فقط لكنها تواصل تزويد الجزيرة بأسلحة دفاعية.
وتصر واشنطن على دعم "حرية الملاحة" في بحر الصين الجنوبي، الأمر الذي يدفع البحرية الأميركية إلى تسيير سفن حربية بانتظام في المنطقة، ما يثير استياء بكين التي ترى في تلك التحركات استفزازاً مباشراً.
تصعيد متوقع في ظل الغموض السياسي
تبدو التصريحات الأخيرة بمثابة مؤشر جديد على تصاعد التوتر بين القوتين الكبريين، مع استمرار الغموض بشأن مستقبل العلاقات الأميركية-الصينية.
وبينما يلوّح ترامب بورقة الردع ويحذر من "العواقب"، تؤكد الصين أن وحدة أراضيها ليست قابلة للنقاش، لتبقى تايوان محور اختبار جديد لقوة الدبلوماسية الدولية في شرق آسيا.



