رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

طالبان تتهم واشنطن بانتهاك أجوائها عبر باكستان وتحذر: لن نقف مكتوفي الأيدي

مسيرات أميركية تنتهك
مسيرات أميركية تنتهك الأجواء الأفغانية

اتهمت حركة طالبان الولايات المتحدة بانتهاك المجال الجوي الأفغاني باستخدام طائرات مسيّرة تنطلق من الأراضي الباكستانية، في خطوة تعيد تسليط الضوء على التوتر المتصاعد بين كابول وإسلام آباد منذ أشهر.
وقال ذبيح الله مجاهد، المتحدث باسم الحركة، إن هذه الانتهاكات تمثل اعتداءً صريحًا على السيادة الأفغانية ولن تمر دون رد إذا تكررت.

اتهامات مباشرة لواشنطن وباكستان

أوضح مجاهد، في مقابلة مع قناة "طلوع نيوز" الأفغانية اليوم الأحد، أن الطائرات الأميركية تدخل أجواء أفغانستان بانتظام عبر المجال الجوي الباكستاني، مؤكدًا أن هذا السلوك "يعد انتهاكًا لسيادة البلاد ولا ينبغي أن يحدث".

وأشار إلى أن حكومة طالبان أبلغت باكستان رسميًا، خلال محادثات جرت مؤخرًا في إسطنبول، بضرورة منع استخدام أراضيها أو مجالها الجوي لأي عمليات عسكرية تستهدف أفغانستان.
وأضاف المتحدث: “مثلما تطلب باكستان عدم استخدام الأراضي الأفغانية ضدها، نطالبها بالمثل احترامًا لمبدأ المعاملة بالمثل بين الدول”.

تحذير صريح من طالبان

أكد مجاهد أن استمرار هذه الانتهاكات يضر بعلاقات الجوار ويزيد من التوتر في المنطقة، محذرًا من أن الحركة لن تقف مكتوفة الأيدي أمام تكرار مثل هذه الأعمال.
وأوضح أن طالبان مستعدة للتعاون مع كل الدول وفق مبادئ الاحترام المتبادل، لكنها ترفض أي تدخل خارجي يمس السيادة الوطنية أو يهدد الأمن الداخلي.

توتر متصاعد بين كابول وإسلام آباد

تشهد العلاقات بين أفغانستان وباكستان تصعيدًا متزايدًا منذ منتصف عام 2023، بعد تبادل الاتهامات بين البلدين بإيواء جماعات مسلحة.

وتتهم إسلام آباد حكومة طالبان بالسماح لمقاتلي طالبان باكستان (TTP) بشن هجمات داخل أراضيها، فيما ترد كابول بالقول إن بعض الفصائل داخل الجيش الباكستاني تسعى لتأجيج النزاع الحدودي بدعم من "قوى عالمية"، على حد وصف مجاهد.
وازداد التوتر بعد قرار باكستان ترحيل مئات آلاف اللاجئين الأفغان، ما أثار انتقادات حادة من طالبان التي وصفت الخطوة بأنها "غير إنسانية" وتتنافى مع مبادئ الجوار.

الطائرات الأميركية وعمليات الضربات خارج الأفق

منذ انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان في أغسطس 2021، تُرصد طائرات مسيّرة واستطلاع أميركية بشكل متكرر فوق المناطق الحدودية بين أفغانستان وباكستان.

وتؤكد تقارير غربية أن واشنطن تنفذ عمليات “الضربات خارج الأفق” باستخدام تسهيلات باكستانية جوية واستخبارية لاستهداف عناصر من تنظيمي القاعدة وداعش-خراسان.

لكن الحكومة الباكستانية تنفي رسميًا السماح باستخدام مجالها الجوي لمثل هذه العمليات، بينما تصر طالبان على أن تلك الطائرات تدخل من أجواء باكستان بشكل متعمد ومنتظم.

تكشف تصريحات طالبان الأخيرة عن تصاعد التوتر الثلاثي بين كابول وإسلام آباد وواشنطن، وسط تزايد النشاط الجوي الأميركي في المنطقة.
ويبدو أن الحركة، التي تحاول تثبيت شرعيتها الدولية، تواجه معضلة مزدوجة بين الرغبة في الحفاظ على الاستقرار الداخلي والتمسك بالسيادة الوطنية، وبين الضغوط الأمنية التي تفرضها التطورات الإقليمية وتحركات الطائرات الأميركية في سماء أفغانستان.

تم نسخ الرابط