الفاشر تحت إدارة حاكم دارفور مباشرة.. الدعم السريع تفرض سيطرتها والمنظمات تحذر من كارثة إنسانية
تشهد ولاية شمال دارفور تطورًا جديدًا بعد إعلان قوات الدعم السريع، التي يقودها محمد حمدان دقلو "حميدتي"، سيطرتها الكاملة على مدينة الفاشر، مركز شمال الإقليم، عقب انسحاب الجيش السوداني بعد حصار طويل استمر لأشهر.
وأكد الهادي إدريس، حاكم إقليم دارفور في حكومة "تحالف تأسيس" التابعة للدعم السريع، أن المدينة ستكون تحت إدارة الحاكم مباشرة، معلنًا أن التنسيق مع حكومته بات شرطًا أساسيًا لإدخال المساعدات الإنسانية إلى المدينة.
إدارة جديدة وتوجيهات حازمة
قال إدريس في منشور عبر "فيسبوك" اليوم الأحد إن "لا جهة إدارية أخرى مفوضة بأي شأن يتصل بإدارة شمال دارفور سوى الأمانة العامة لحكومة الإقليم ومكتب الحاكم"، في إشارة واضحة إلى إقصاء أي نفوذ حكومي أو عسكري آخر.
وأضاف أن "كل من يرغب في توصيل مساعدات إنسانية إلى المدينة عليه التنسيق المباشر مع حكومة الإقليم"، ما يعكس نية الدعم السريع إحكام السيطرة الميدانية والإدارية على المدينة المنكوبة.
مساعدات محدودة وتحركات إنسانية في ظل الدمار
أعلنت قوات الدعم السريع أنها بدأت توزيع المساعدات الإنسانية في منطقة "قرني" غرب الفاشر، حيث يتمركز آلاف النازحين.
وتأتي هذه الخطوة وسط انتقادات واسعة من منظمات الإغاثة، التي أكدت أن الوضع الإنساني في المدينة يزداد سوءًا يوماً بعد يوم.
منظمة "أطباء بلا حدود" بالسودان دعت الدعم السريع والمجموعات المسلحة المتحالفة معها إلى الابتعاد عن المدنيين والسماح لهم بمغادرة المدينة بأمان، محذّرة من تفاقم الأزمة الإنسانية.
تحذيرات دولية من كارثة وشيكة
أكد رئيس قسم الطوارئ في المنظمة، ميشيل أوليفييه لاشاريتيه، أن ما يجري في الفاشر "حمّام دم يجب أن يتوقف"، داعيًا المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري.
كما طالبت المنظمة ما يُعرف بـ"الرباعية الدولية" باستخدام نفوذها لوقف القتال وحماية المدنيين، في ظل تقارير متزايدة عن انتهاكات خطيرة.
انتهاكات واتهامات متبادلة
من جهتها، أقرت قوات الدعم السريع بحدوث بعض التجاوزات خلال السيطرة على المدينة، وأعلن قائدها محمد حمدان دقلو في خطاب متلفز تشكيل لجان تحقيق لمحاسبة المتورطين.
غير أن منظمات محلية ودولية اتهمت القوات بارتكاب جرائم ضد المدنيين، وسط شهادات مروعة عن عمليات قتل ونهب واعتداءات واسعة.
حصيلة مأساوية وتكتم على الأرقام
أعلنت حكومة إقليم دارفور الموالية للجيش مقتل أكثر من 2000 شخص في الفاشر، مشيرة إلى أن العدد الحقيقي قد يكون أكبر بكثير بسبب انقطاع الاتصالات وصعوبة الوصول إلى المناطق المنكوبة.
وأكد مسؤول حكومي، أن "الفوضى والدمار الشامل يعيقان عمليات الإغاثة"، في وقت تتزايد فيه المخاوف من كارثة إنسانية تهدد عشرات الآلاف من السكان والنازحين.
الفاشر اليوم.. مدينة أشباح تبحث عن الحياة
تتحول الفاشر تدريجيًا إلى مدينة منكوبة بلا خدمات ولا أمان، فيما تتجه الأنظار إلى المجتمع الدولي لمعرفة ما إذا كان سيتدخل لوقف الانهيار الكامل في دارفور، أم سيكتفي بالمشاهدة بينما تغرق المدينة في دوامة الحرب والمعاناة.



