رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

الأزهر يوضح: سرّ بسيط يجعلك من أفضل عباد الله يوم القيامة

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

 
في زمنٍ تتعدد فيه المشاغل وتزداد الغفلة عن معاني العبودية الصادقة، يلفت مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية الأنظار إلى عبادةٍ من أيسر الأعمال وأعظمها أثرًا في ميزان العبد يوم القيامة، وهي عبادة “الحمد والشكر لله تعالى
ففي منشورٍ مؤثرٍ عبر صفحته الرسمية، كشف المركز عن الفعل البسيط الذي يجعل صاحبه من أفضل عباد الله يوم القيامة، مؤكدًا أن المداومة على حمد الله تعالى تمثل قمة الإيمان والرضا، ومفتاحًا لدوام النعم ورفعة المقام عند الله سبحانه وتعالى.


الحمّادون.. صفوة عباد الله يوم القيامة

استشهد المركز بحديث النبي ﷺ الذي قال فيه:

«إِنَّ أَفْضَلَ عِبَادِ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الحَمَّادُونَ»
[رواه الطبراني].

وأوضح أن الحمّادين هم الذين يكثرون من حمد الله في السراء والضراء، في الصحة والمرض، في الرخاء والشدّة، وأن هذه الصفة تجعل العبد من خيرة عباد الله؛ لأن الحامد لا يرى في حياته إلا الخير، ولا ينطق لسانه إلا بالثناء على الله، إيمانًا ويقينًا بفضله وعدله ورحمته.

وأكد المركز أن المداومة على قول «اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك» هي طريق العبد ليتخلق بصفة الرضا والتسليم، وليكون من “الحمّادين” الذين يرفع الله درجتهم يوم القيامة.

الشكر والحمد.. عبادة القلوب والألسنة والجوارح

يرى علماء الأزهر أن الحمد والشكر وجهان لعملة واحدة، يجتمعان في جوهرهما على الاعتراف بفضل الله ونعمه، لكن يختلفان في التطبيق والمقام.
فالحمد  كما ورد في التفسير  هو الثناء على الله لكمال صفاته وأفعاله، سواء أكان ذلك لنعمةٍ أنعم بها، أم لمجرد كماله وجلاله سبحانه.
أما الشكر فهو الاعتراف بالنِّعم وإظهار أثرها على القلب واللسان والجوارح.

وقد أشار مركز الأزهر إلى أن الله تعالى وصف عباده الصالحين بصفة الشكر، فقال في محكم التنزيل:

﴿وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ﴾ [سبأ: 13]


فالعبد الشكور هو من يدرك أن كل ما بين يديه من فضل الله، فيعبر عن ذلك بالثناء، ويستخدم نعمه في طاعته لا في معصيته، مؤكدًا أن “الشكر ليس كلمات تُقال فقط، بل سلوكٌ يُعاش، وحالٌ يعبّر عن الامتنان الدائم لله.

الحمد مفتاح الزيادة ومصدر الطمأنينة

أوضح التحقيق أن الحمد والشكر لا يقتصر أثرهما على الجانب الروحي، بل يمتدان ليشملا الحياة كلها؛ فهما مصدر للرضا والسكينة والبركة.
وقد وعد الله عباده الشاكرين بمزيدٍ من النعم، فقال تعالى:
﴿وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ﴾ [إبراهيم: 7].

وبحسب المركز، فإن المؤمن الذي يحمد الله في كل حالٍ يفتح لنفسه أبواب الرزق والبركة، لأن الحمد اعترافٌ بنعمة المنعم، وامتنانٌ يورث الزيادة.
كما أن الحمد في المصائب يبدلها الله أجرًا ورفعةً في الدنيا والآخرة، إذ لا يخرج من قلب المؤمن الصادق إلا الرضا بما قسم الله له.

كيف نحمد الله ونشكره حق الحمد والشكر؟

طرح مركز الأزهر نموذجًا عمليًا للمداومة على الحمد والشكر، يبدأ من استحضار النية الصادقة بأن كل ما يعيشه الإنسان من نعمٍ  كالصحة، والأمن، والرزق، والعلم، والأهل  هو من الله وحده.
ثم يتجلى الشكر باللسان عبر الدعاء الدائم والثناء الجميل، كما في الدعاء النبوي الشريف:

اللهم إني أسألك شكر نعمتك، وحسن عبادتك، وأسألك لسانًا صادقًا، وقلبًا سليمًا، وأعوذ بك من شر ما تعلم، وأسألك من خير ما تعلم، وأستغفرك مما تعلم، إنك أنت علام الغيوب.

ويستمر الدعاء قائلاً:

اللهم زدنا ولا تنقصنا، وأكرمنا ولا تهنا، وأعطنا ولا تحرمنا، وآثرنا ولا تؤثر علينا، وأرضنا وارضَ عنا، اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك

وأكد المركز أن هذا الدعاء الجامع يجسد العلاقة المثالية بين العبد وربه: اعتراف بالفضل، وطلب للزيادة، وتضرع للإعانة على الثبات في الطاعة.

في الإسلام، يبدأ كل أمر بالحمد وينتهي بالحمد، فالمسلم يبدأ صلاته بقول: «الحمد لله رب العالمين»، ويختمها بالتحيات والثناء.
ويُستحب أن يبدأ كلامه وأعماله بذكر الحمد، اقتداءً بقول النبي ﷺ:

 «كل أمرٍ ذي بال لا يُبدأ فيه بحمد الله فهو أقطع» [رواه أبو داود].

كما أن الحمد ملازم للمسلم في كل حال:

إذا نال نعمةً قال: الحمد لله على فضله.

وإذا أصيب بمكروه قال: الحمد لله على كل حال.
بهذا المعنى، يصبح الحمد عبادةً مستمرة لا تنفصل عن تفاصيل الحياة اليومية.


رسالة الأزهر: داوم على الحمد تكن من صفوة الله

اختتم مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية بيانه برسالة إيمانية مؤثرة، دعا فيها المسلمين إلى أن يجعلوا الحمد والشكر عادةً يوميةً، لا تُقيَّد بزمانٍ أو مكان، لأنها طريق المحبوبين عند الله، الذين قال فيهم النبي ﷺ:

أفضل عباد الله يوم القيامة الحمادون.

وأكد أن من داوم على الحمد صار قلبه مطمئنًا ولسانه ذاكرًا وجوارحه طائعة، ليكون من الذين “إذا ذُكر الله وجلت قلوبهم، وإذا أُنعم عليهم شكروا، وإذا ابتُلوا صبروا، وإذا أذنبوا استغفروا.

 

تم نسخ الرابط