أحمد إسماعيل.. ابن الجنوب الذي سرق الأضواء في أضخم حدث حضاري بمصر
في ليلة من ليالي المجد المصري، التي جمعت بين عبق التاريخ وروح الإبداع المعاصر، لفت المطرب النوبي أحمد إسماعيل الأنظار خلال احتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير، بعد أن قدّم مقطوعة غنائية نوبية ساحرة جسدت روح الجنوب وأصالة الهوية المصرية أمام حضور عالمي رفيع المستوى، يتقدمه الرئيس عبد الفتاح السيسي وعدد من قادة الدول ونجوم الفن والثقافة.
بصوته الدافئ وأدائه المتقن، استطاع إسماعيل أن يسرق الأضواء بمزيج فني جمع بين العود والدف والإيقاعات النوبية الأصيلة، مقدّمًا تجربة موسيقية أعادت الجمهور إلى جذور الحضارة النيلية التي شكلت وجدان مصر عبر العصور، نالت فقرته الغنائية إعجاب الحضور، ووُصفت بأنها من أجمل لحظات الافتتاح التي عبرت بصدق عن تنوع الهوية المصرية ووحدتها الثقافية.
من هو أحمد إسماعيل؟
ينحدر أحمد إسماعيل من قرية مصمص النوبية بجنوب مصر، وتخرّج في كلية الإعلام بجامعة القاهرة، ومنذ بداياته الفنية، اختار أن يجعل من فنه رسالة للحفاظ على التراث النوبي وإحياء ذاكرته في وجدان الأجيال الجديدة.
يتميز إسماعيل بأداء يعتمد على العود والدف، مع توظيف سبعة إيقاعات نوبية مختلفة تمنح أغانيه طابعا فريدا يجمع بين الأصالة والحداثة، وهو يرى أن “النوبة لم تختفِ، بل تعيش في الفن والذاكرة”، مؤكدًا أن رسالته الفنية تتمثل في الدفاع عن الهوية النوبية بعد أن فقدت جغرافيتها القديمة.
يعتبر الملك محمد منير قدوته الأولى، ليس فقط لكونه نوبيًا، بل لأنه نموذج للفنان القادر على الوصول إلى قلوب الجماهير وتقديم التراث بروح عصرية تحترم الماضي وتواكب الحاضر.
رغم تواضع الإمكانات، يشارك أحمد إسماعيل في حفلات ومسابقات فنية داخل مصر وخارجها، ويغني في الفعاليات الثقافية والجمعيات النوبية مجانًا تقديرًا منه لرسالته الفنية، مؤمنًا بأن الفن الحقيقي هو الذي يخدم الناس ويعبّر عن جذورهم.
رسالة الفن النوبي من المتحف المصري الكبير
إطلالة أحمد إسماعيل في حفل افتتاح المتحف المصري الكبير لم تكن مجرد فقرة غنائية، بل رسالة رمزية بأن صوت الجنوب حاضر في قلب القاهرة، وأن التراث النوبي جزء لا يتجزأ من الهوية المصرية الجامعة.