من الغناء إلى التأمل.. تمارين بسيطة تخفف من ضيق التنفس

في وقت يعاني فيه الملايين حول العالم من أمراض الجهاز التنفسي المزمنة، تبرز الفنون والتمارين الذهنية كوسيلة فعّالة وممتعة للمساعدة في تخفيف الأعراض وتحسين نوعية الحياة، بحسب توصيات منظمة الصحة العالمية.

فوفقًا للمنظمة، لطالما كان للفنون  مثل الغناء والحركة الواعية  دور مهم في الصحة والرفاهية، إذ لا يعد ضيق التنفس مجرد عرض جسدي، بل يرتبط غالبًا بالقلق والإرهاق والشعور بالعجز. ورغم أن الأدوية تظل عنصرًا أساسيًا في العلاج، فإنّ دمج التمارين الشاملة كالتنفس والغناء واليقظة الذهنية يمكن أن يُحدث فارقًا ملموسًا.

التنفس أول الطريق

توضح الدكتورة نيتو جين، أخصائية أمراض الرئة، بحسب Indian Express أن البداية تكون بتمارين التنفس. تقول "هذه التمارين تحسّن كفاءة الرئة بشكل ملحوظ وتساعد المرضى على إدارة ضيق التنفس المزمن".

وتشير إلى أن تقنيات التنفس بضم الشفتين  التي تتضمن الشهيق ببطء من الأنف والزفير بلطف من خلال الشفتين المضمومتين  تبقي الممرات الهوائية مفتوحة لفترة أطول وتقلل الإحساس بضيق النفس.

كما توصي بـ التنفس الحجابي (أو البطني) الذي يقوي عضلة الحجاب الحاجز، ويحسّن من تبادل الأكسجين، ويُساهم في زيادة القدرة على التحمل وتقليل القلق المصاحب للأعراض.

الغناء... دواء غير متوقّع

وتضيف الدكتورة جين أن الغناء يمكن أن يكون وسيلة فعّالة لتعزيز صحة الرئة "الغناء يُشجّع على التنفس العميق والمنظّم، ويُنشّط عضلات الجهاز التنفسي، ويُحسّن سعة الرئة مع الوقت".

كما أن الغناء الجماعي أو التمارين الصوتية الموجّهة تمنح المرضى دافعًا نفسيًا قويًا، وتحوّل التمارين العلاجية إلى نشاط ممتع يحفّز الالتزام والاستمرارية.

اليقظة الذهنية والتأمل: السيطرة على النفس والعقل

وترى الطبيبة أن التأمل وتمارين اليقظة الذهنية تلعب دورًا حاسمًا في إدارة التأثير النفسي لضيق التنفس"القلق يمكن أن يزيد من حدة الأعراض، مسببًا دائرة من الذعر وصعوبة التنفس، بينما تساعد تقنيات التنفس المركّز أو التأمل الموجّه على تهدئة العقل والتحكم في التنفس".

هذه الممارسات، بحسب الخبراء، لا تُخفف القلق فحسب، بل ترفع جودة الحياة لدى المصابين بأمراض الجهاز التنفسي المزمنة.

أسلوب حياة متكامل

إلى جانب العلاجات الطبية، يشير الأطباء إلى أن بعض العادات اليومية يمكن أن تدعم صحة الرئتين، مثل:

ممارسة نشاط بدني خفيف كالمشي أو اليوغا أو التاي تشي.

الحفاظ على نظام غذائي متوازن وشرب كميات كافية من الماء.

تجنّب التدخين والتعرّض للملوثات.

الحصول على قسط كافٍ من النوم والدعم الاجتماعي.

ويخلص الخبراء إلى أن الدمج بين العلاج الطبي والممارسات الذهنية والجسدية يُشكّل نهجًا متكاملًا لإدارة ضيق التنفس وتحسين الصحة العامة.