ترامب يمدّ غصن الزيتون لإيلون ماسك: كانت لحظة غبية في حياته وما زلت أحبه

في تحول مفاجئ، الرئيس الأميركي دونالد ترامب يمتدح الملياردير إيلون ماسك بعد أشهر من خلاف علني، مشيداً بذكائه ومؤكداً أن خلافهما كان مجرد "لحظة غبية" عابرة.

ترامب يتراجع عن لهجته السابقة تجاه ماسك

أعاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب دفء العلاقات مع الملياردير إيلون ماسك بعد أشهر من التوتر والخلافات، في تصريحات عكست رغبة واضحة في طي صفحة الماضي. 

وخلال حديثه للصحافيين أثناء رحلته إلى آسيا، قال ترامب بابتسامة: "أنا أحب إيلون، وأعتقد أنني سأحبه دائماً"، في إشارة ودية فسّرها مراقبون بأنها محاولة لإعادة بناء الجسور مع واحد من أبرز رجال الأعمال في الولايات المتحدة.

خلافات سياسية أفسدت العلاقة بين الرجلين

شهدت العلاقة بين ترامب وماسك تقلبات حادة خلال السنوات الأخيرة، فبعد تعاون وثيق في بداية رئاسة ترامب، حيث كان ماسك من المقربين للرئيس وساهم في وضع سياسات تهدف إلى خفض الإنفاق الحكومي، اندلع الخلاف في أوائل الصيف الماضي بسبب مشروع قانون الميزانية الذي قدّمه ترامب للكونجرس.

تحول النقاش حول القانون إلى مواجهة علنية على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تبادل الطرفان الانتقادات اللاذعة، قبل أن يعلن ماسك انسحابه من دوره السياسي، في خطوة اعتبرها مراقبون بداية القطيعة بينهما.

ماسك يدخل الساحة السياسية بحزب جديد ثم يختفي

إعلان ماسك في يوليو الماضي عن تأسيس حزب سياسي خاص به شكّل مفاجأة كبيرة في الأوساط الأميركية. 

ورغم الضجة التي أثارها الخبر، فإن رجل الأعمال الشهير لم يقدم أي خطوات ملموسة بعد ذلك الإعلان، مكتفياً بالتعبير عن آرائه ذات التوجه اليميني عبر منصته "إكس".

منذ ذلك الوقت، بقي حضوره السياسي محدوداً، فيما ركّز على تطوير شركاته في مجالات الفضاء والطاقة والتكنولوجيا، بينما واصل ترامب مسيرته الانتخابية مدعوماً بقاعدة جماهيرية واسعة.

لقاء نادر أعاد التواصل بينهما

جمعت مراسم تأبين الناشط اليميني تشارلي كيرك في سبتمبر الماضي ترامب وماسك في لقاء هو الأول منذ شهور. وأكد ترامب حينها أن التواصل بينهما ظل محدوداً، لكنه أشار إلى وجود "احترام متبادل" رغم الخلافات السابقة.

الرئيس الأميركي وصف ما حدث مع ماسك بأنه "لحظة غبية في حياته، غبية جداً"، معتبراً أن الأخير يدرك ذلك جيداً. 

وأضاف ترامب بنبرة متسامحة: "كلنا نمر بلحظات كهذه، المهم هو أن نواصل المضي قدماً".

رسالة سياسية تتجاوز ماسك

تصريحات ترامب الأخيرة بدت أقرب إلى دعوة للتصالح مع رموز وادي السيليكون الذين ابتعدوا عنه خلال فترات التوتر السياسي. 

ويقرأ محللون هذه اللهجة التصالحية على أنها جزء من استراتيجية ترامب الانتخابية لاستعادة ثقة رجال الأعمال والتقنيين، استعداداً للاستحقاقات المقبلة.

بذلك، تعود علاقة ترامب وإيلون ماسك إلى مسار أكثر هدوءاً، في مشهد يؤكد أن السياسة الأميركية لا تعرف القطيعة الدائمة، بل المصالح المتغيرة والتحالفات المتجددة.