بتكلفة 200 مليون دولار.. "إيني" الإيطالية تستعد لحفر بئر جديدة في حقل "ظهر"
في إطار مساعيها لتعزيز إنتاج الغاز الطبيعي من البحر المتوسط، تخطط شركة "إيني" الإيطالية لحفر بئر جديدة في حقل "ظهر" خلال الربع الثاني من عام 2026، باستثمارات تقدر بنحو 200 مليون دولار، بعد الانتهاء من أعمال المسح السيزمي والدراسات الجيولوجية الجارية حالياً.
يُعد حقل "ظهر" أحد أهم ركائز إنتاج الغاز في مصر، إذ يسهم بنحو 35% من إجمالي الإنتاج المحلي.
تفاصيل الخطة الاستثمارية الجديدة
بحسب مصادر مطلعة تحدثت إلى الشرق، من المقرر أن تبدأ "إيني" عمليات الحفر باستخدام حفار تابع لها فور انتهاء أعمال المسح التي تنفذها شركة "بتروشروق"، المسؤولة عن إدارة العمليات في منطقة الامتياز.
وتتوقع المصادر أن تحقق عمليات الحفر نتائج إيجابية، في ظل التزام الشركة الإيطالية بتوسيع نطاق أعمالها في البحر المتوسط، وهو ما يدعم خطة مصر لزيادة إنتاج الغاز الطبيعي في المرحلة المقبلة.
زيادة مرتقبة في إنتاج الغاز
أشارت المصادر إلى أن "إيني" تستعد لإضافة نحو 120 مليون قدم مكعب يومياً من الغاز إلى إنتاجها خلال الشهر المقبل، عبر بئرين جديدتين تم حفرهما مؤخراً في الحقل.
ويبلغ الإنتاج الحالي لحقل "ظهر" نحو 1.3 مليار قدم مكعب يومياً، وهو مستوى أقل من الذروة التي سجلها الحقل عام 2019 عند 3.2 مليار قدم مكعب يومياً، وتخطط الشركة لحفر بئر ثانية إضافية في النصف الثاني من 2026، ضمن برنامج التوسع في تطوير الحقل.
أهمية حقل "ظهر" لمصر
يُعد حقل "ظهر" أحد أضخم اكتشافات الغاز في البحر المتوسط، وساهم منذ بدء تشغيله في تقليص فجوة الاستيراد ودعم احتياطي مصر من الغاز الطبيعي.
ويمثل الحقل حالياً نحو ثلث إنتاج الغاز المصري البالغ 4.2 مليار قدم مكعب يومياً، في حين يتجاوز الطلب المحلي 6.5 مليار قدم مكعب يومياً، ما يجعل أي زيادة في إنتاجه ذات تأثير مباشر على موازنة السوق المحلية للطاقة.
تحفيزات حكومية لجذب الاستثمارات
تأتي تحركات "إيني" في ظل سياسة مصرية جديدة تهدف إلى جذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية في قطاع الطاقة.
فقد منحت الحكومة حوافز إضافية لشركات النفط والغاز، تشمل السماح بتصدير جزء من الإنتاج الجديد لتسديد المستحقات المالية، ورفع سعر حصة الشركات الأجنبية من الغاز المنتج حديثاً.
كما تشهد المنطقة نشاطاً متزايداً من جانب شركات عالمية مثل "شيفرون"، التي بدأت حفر آبار استكشافية جديدة في غرب البحر المتوسط خلال الأشهر الأخيرة، في إطار مساعي مصر لتوسيع خريطة الإنتاج البحري.
نظرة مستقبلية
تؤكد هذه الخطوة استمرار التزام "إيني" بشراكتها الاستراتيجية مع مصر، وتفتح الباب أمام زيادة تدريجية في إنتاج الغاز خلال الأعوام المقبلة.
ومن المتوقع أن يساهم مشروع البئر الجديدة في دعم أمن الطاقة الإقليمي وتعزيز قدرة مصر التصديرية، خاصة مع ارتفاع الطلب الأوروبي على الغاز الطبيعي القادم من شرق المتوسط.