غارة روسية على كييف تُرعب وزيرة ألمانية داخل ملجأ وبرلين تتعهد بدعم أوكرانيا حتى النهاية
اضطرت وزيرة الاقتصاد الألمانية كاترينا رايشه إلى الاحتماء داخل أحد الملاجئ في العاصمة الأوكرانية كييف، بعد تعرض المدينة لغارة جوية روسية عنيفة، خلال زيارتها الرسمية التي تستمر عدة أيام.
المشهد المظلم والصفارات التي دوّت في أرجاء العاصمة جعلت المسؤولة الألمانية تعيش للحظات ما يعيشه ملايين الأوكرانيين يومياً، في ظل استمرار القصف الروسي منذ أكثر من عامين.
تصريحات داعمة من الوزيرة الألمانية
أكدت رايشه في مؤتمر صحافي عُقد صباح السبت أن تلك الليلة كانت "تجربة مؤلمة"، معبرة عن أسفها لأن "هذا الخوف أصبح واقعاً يومياً للشعب الأوكراني".
وأضافت الوزيرة أن ما عاشته جعلها تدرك بشكل أعمق "أن روسيا لا تستهدف المنشآت فقط، بل تسعى لإرهاق الناس وكسر إرادتهم"، مشددة على أن بلادها ستواصل الوقوف إلى جانب أوكرانيا "مهما طال أمد الحرب".
زيارة تحمل رسائل سياسية واقتصادية
وصلت رايشه إلى كييف الجمعة برفقة وفد اقتصادي ألماني في زيارة تستمر عدة أيام، تهدف إلى بحث فرص التعاون في إعادة إعمار البنية التحتية للطاقة التي دمّرتها الحرب.
ورأت الوزيرة أن الضربات التي تستهدف محطات الكهرباء والتدفئة قبيل حلول الشتاء تمثل تهديداً خطيراً لحياة المدنيين، مؤكدة أن برلين "لن تترك الأوكرانيين وحدهم في مواجهة البرد والظلام"، وأن الدعم الألماني سيشمل المساعدات الفنية والمالية لإعادة بناء الشبكات الحيوية.
تفاصيل الهجوم الروسي العنيف
أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن روسيا أطلقت خلال الهجوم الليلي على كييف تسعة صواريخ باليستية إلى جانب عشرات الطائرات المسيّرة.
وأوضح أن قوات الدفاع الجوي الأوكرانية تمكنت من إسقاط عدد كبير من المسيّرات، إلا أن بعض الصواريخ أصابت أهدافاً مدنية، ما أسفر عن مقتل شخصين على الأقل وإصابة 12 آخرين.
وكشف زيلينسكي أن روسيا أطلقت منذ بداية العام الحالي نحو 770 صاروخاً باليستياً وأكثر من 50 صاروخاً مجنحاً على مختلف المناطق الأوكرانية، ما يعكس تصعيداً واضحاً في وتيرة الهجمات.
بين الصواريخ الباليستية والمجنحة
تختلف الصواريخ الباليستية عن المجنحة في آلية الطيران، إذ تُسرّع الباليستية فقط في مرحلة الإطلاق قبل أن تتبع مساراً مقوساً نحو الهدف، بينما تمتلك الصواريخ المجنحة محركات داخلية تتيح لها التحليق على ارتفاع منخفض لفترات طويلة، ما يجعل رصدها وإسقاطها أكثر صعوبة.
تعهد ألماني بدعم طويل الأمد
اختتمت رايشه زيارتها الأولى لأوكرانيا منذ توليها منصبها بتأكيد التزام ألمانيا "بتقديم كل ما يلزم من دعم سياسي واقتصادي وإنساني"، مشيرة إلى أن إعادة إعمار أوكرانيا ليست واجباً أوروبياً فقط، بل مسؤولية أخلاقية تجاه شعب يواجه العدوان بكل شجاعة



