باقي علي افتتاح المتحف الكبير
  • يوم
  • ساعة
  • دقيقة
  • ثانية
رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

الوصاية الأميركية على إسرائيل.. كابوس تل أبيب يتحول إلى واقع

نتنياهو
نتنياهو

تل أبيب، المدينة التي كانت تعتقد أنها تملك زمام الأمور، تبدو الآن غارقة في دوامة من التوترات السياسية والعسكرية، حيث أصبحت واشنطن، التي كانت تُعتبر حليفًا، تتحكم في كل خطوة، وكأنها تُدير دمى في مسرح كبير. 

ومع تزايد الوجود الأميركي، أصبح الحديث عن "الوصاية الأميركية" على إسرائيل واقعًا مريرًا، يُعتبره المراقبون أحد أخطر التحديات التي واجهت الدولة العبرية منذ نشأتها.

في اليوم الثاني عشر من تنفيذ "اتفاق ترامب" لوقف الحرب في غزة، تتسارع التحركات الأميركية، وكأنها تعلن عن مشهد جديد في إدارة الصراع. 

لم تعد إسرائيل تتخذ قراراتها بمعزل عن البيت الأبيض، بل تحت إشراف مباشر من الإدارة الأميركية، التي تبدو وكأنها تمسك بخيوط اللعبة بقبضة حديدية.

منذ زيارة ترامب للكنيست، يشهد الطريق بين مطار بن غوريون والقدس حركة غير مسبوقة لمواكب المسؤولين الأميركيين؛ موكب يدخل وآخر يغادر، وكأن القرار لم يعد في يد الحكومة الإسرائيلية وحدها، بل هناك من يراقب من خلف الستار.

ترامب، بوضوحه المعتاد، أعلن أنه سيوقف الحرب في غزة ويوسع نطاق الاتفاقيات الإبراهيمية، بينما أشار وزير خارجيته، ماركو روبيو، إلى إنشاء قسم خاص في الخارجية لإدارة هذا الملف، مما يعني أن العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة أصبحت تحت إشراف مركز التنسيق الأميركي في كريات غات، المدينة التي تحولت إلى مركز القيادة الجديدة.

أما بالنسبة لضم الضفة الغربية، فقد كان الرد الأميركي قاطعًا: "لن يحدث"، ما أثار غضب اليمين الإسرائيلي الذي اعتبره تدخلاً صارخًا في سيادته.

الصحف الإسرائيلية، مثل يديعوت أحرونوت، تابعت المشهد بقلق، ووصفت التطورات الأخيرة بأنها "كابوس إسرائيل" الذي تحقق، مشيرة إلى أن رفع علم واحد فقط في مقر القيادة الأميركية بكريات غات يُظهر بوضوح من يمتلك القرار الحقيقي.

هذا المقر يضم جنودًا أميركيين بالإضافة إلى عناصر من دول غربية كانت تُعرف بانتقادها لإسرائيل، مثل فرنسا وإسبانيا، في مشهد يُعتبر تحولًا جذريًا في ميزان القوى داخل إسرائيل نفسها.

رغم محاولات رئيس الوزراء نتنياهو التخفيف من وقع هذا التغيير، بالإشارة إلى أن القيادة الأميركية مجرد "غرفة تنسيق"، إلا أن الواقع على الأرض يُظهر شيئًا آخر. 

فقد تم تعيين السفير الأميركي السابق لدى اليمن، ستيفن فاغن، مديرًا للقيادة، ما يعزز النفوذ الأميركي في القرارات العسكرية والمدنية.

وتتمثل المهمة الأساسية للقيادة الأميركية الجديدة في ضمان استمرار وقف إطلاق النار في غزة ومتابعة الأوضاع الميدانية لحظة بلحظة، ما يعني أن أي قرار إسرائيلي بإطلاق النار بات يتطلب موافقة غير معلنة من واشنطن.

تم نسخ الرابط