باقي علي افتتاح المتحف الكبير
  • يوم
  • ساعة
  • دقيقة
  • ثانية
رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

مفتي الجمهورية يختتم زيارة ناجحة إلى ماليزيا لتعزيز التعاون الديني والعلمي

جانب من اللقاء
جانب من اللقاء

غادر فضيلة الأستاذ الدكتور نظير محمد عياد، مفتي جمهورية مصر العربية، ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، صباح اليوم السبت، العاصمة الماليزية كوالالمبور متوجهًا إلى القاهرة، بعد زيارة رسمية استغرقت عدة أيام، شهدت سلسلة من اللقاءات والفعاليات العلمية والدينية التي تميزت بروح التعاون البنّاء بين المؤسسات الدينية في مصر وماليزيا.

وقد جاءت الزيارة ضمن برنامج رسمي مكثف هدف إلى تعزيز العلاقات الإفتائية والعلمية بين دار الإفتاء المصرية والمؤسسات الإسلامية الماليزية، وتبادل الخبرات في مجالات الإفتاء، والبحث الشرعي، ومكافحة الفكر المتطرف، وتأكيد الدور الرائد للمؤسسات الدينية في نشر ثقافة الوسطية والتسامح في المجتمعات المسلمة.

وداع رسمي في مطار كوالالمبور الدولي

حظيت مغادرة مفتي الجمهورية بمراسم وداع رسمية رفيعة المستوى في مطار كوالالمبور الدولي، حيث كان في استقباله ومرافقته حتى مغادرته سعادة السفير كريم السادات، سفير جمهورية مصر العربية لدى ماليزيا، وفضيلة الشيخ أحمد فواز فاضل، المفتي الفيدرالي لدولة ماليزيا، إلى جانب عدد من كبار أعضاء المجلس الإسلامي الماليزي.

وقد عبّر الوفد الماليزي عن تقديرهم البالغ للدور المحوري الذي تضطلع به دار الإفتاء المصرية في خدمة قضايا الإسلام المعاصر، مؤكدين أن جهودها في ترسيخ قيم الاعتدال والوسطية ومواجهة الفكر المنحرف تمثل نموذجًا عالميًّا يُحتذى به في التعاون الإسلامي.

كما ثمّن المسؤولون الماليزيون ما قدمه فضيلة المفتي خلال زيارته من رؤى علمية ومنهجية متوازنة، مشيرين إلى أن اللقاءات التي جمعت بين الطرفين فتحت آفاقًا جديدة للتنسيق الإفتائي والبحثي بين القاهرة وكوالالمبور.

زيارة علمية لتعزيز الشراكة بين المؤسسات الدينية

جاءت زيارة فضيلة المفتي إلى ماليزيا تلبيةً لدعوة كريمة من فضيلة الشيخ أحمد فواز فاضل، المفتي الفيدرالي لدولة ماليزيا، في إطار مساعي مشتركة لتقوية العلاقات العلمية والدينية بين البلدين الشقيقين.

وتضمّن برنامج الزيارة سلسلة من اللقاءات الرسمية مع القيادات الدينية والجامعية، إضافة إلى الندوات العلمية وورش العمل الإفتائية التي ناقشت أبرز التحديات التي تواجه المؤسسات الدينية في العصر الحديث، وعلى رأسها مواجهة الخطاب المتشدد ومحاولات تشويه صورة الإسلام.

وقد أكّد فضيلة المفتي، خلال لقاءاته، أن دار الإفتاء المصرية تنطلق في دورها من رؤية شرعية شاملة تقوم على الفهم الوسطي للنصوص الدينية، والتفاعل مع قضايا الواقع بوعيٍ وعلمٍ ورحابةٍ، مشيرًا إلى أن التعاون مع المؤسسات الإسلامية الماليزية يُعد امتدادًا طبيعيًّا لدور الأزهر الشريف ومؤسساته في دعم وحدة الأمة الإسلامية.

التعاون الإفتائي في مواجهة التحديات المعاصرة

ركزت المباحثات بين الجانبين المصري والماليزي على إطلاق شراكات علمية جديدة في مجال تأهيل المفتين وتطوير الخطاب الديني، من خلال برامج تدريبية متبادلة ومنصات رقمية للتعاون الإفتائي.

كما تم بحث إمكانية توحيد الجهود في مواجهة فوضى الفتاوى التي تنتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتعزيز المرجعية العلمية الموثوقة التي تمثلها دار الإفتاء المصرية والمجلس الإسلامي الماليزي، بما يحقق الاستقرار الفكري والمجتمعي في العالمين العربي والإسلامي.

وأكد فضيلة المفتي في هذا السياق أن الفتوى مسؤولية شرعية وعلمية كبرى، لا ينبغي أن تصدر إلا من أهلها المؤهلين علميًّا وشرعيًّا، وأن التعاون بين دور الإفتاء في العالم الإسلامي هو السبيل إلى ضبط الخطاب الديني وتحصين المجتمعات من الانحرافات الفكرية.

تقدير ماليزي للدور المصري في نشر الوسطية

عبّر عدد من العلماء الماليزيين المشاركين في اللقاءات عن تقديرهم العميق لمكانة دار الإفتاء المصرية باعتبارها إحدى أقدم وأعرق المؤسسات الدينية في العالم الإسلامي، مشيرين إلى أن زيارات فضيلة المفتي تسهم في توطيد العلاقات الروحية والعلمية بين شعوب الأمة الإسلامية.

وأكدوا أن تجربة دار الإفتاء في مصر في استخدام التكنولوجيا لخدمة الفتوى وتدريب المفتين دوليًّا تُعد نموذجًا رائدًا يحتذى به في العالم الإسلامي، حيث تجمع بين الأصالة الشرعية والمعاصرة التقنية في أداء رسالتها.

اختُتمت زيارة مفتي الجمهورية إلى ماليزيا برسائل واضحة أكدت على أن الوسطية الإسلامية هي السبيل الأمثل لحماية الأوطان وبناء الإنسان، وأن التعاون بين المؤسسات الدينية في الدول الإسلامية يشكّل جدارًا قويًّا أمام الفكر المتطرف والانغلاق المذهبي.

وأعرب فضيلة المفتي في ختام زيارته عن شكره العميق لحكومة وشعب ماليزيا على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، مشيدًا بما لمسه من حرص المؤسسات الماليزية على تعميق التعاون العلمي والدعوي مع مصر، مشددًا على أن مصر وماليزيا تجمعهما رؤية مشتركة في خدمة الدين ونشر قيم التسامح والسلام العالمي.

تم نسخ الرابط