بدء محاكمة طفل "الدارك ويب" أمام جنايات الإتجار بالبشر في ثلاث قضايا مختلفة
تشهد محكمة جنايات الإتجار بالبشر المنعقدة بمجمع محاكم وادي النطرون، السبت المقبل، أولى جلسات محاكمة الطفل المعروف إعلاميًا بـ"طفل الدارك ويب"، بعد إحالته من نيابة شبرا الخيمة على ذمة ثلاث قضايا منفصلة تتضمن اتهامات بالاتجار بالبشر، وهتك العرض، والخطف، عقب صدور حكم سابق ضده في واقعة القتل.
هيئة المحكمة
وتعقد الجلسة برئاسة المستشار سامح عبد الحكم، وعضوية المستشارين ياسر عكاشة المتناوي، ومحمد مرعي، ووائل مكرم، وأمانة سر أشرف حسن، لبدء نظر القضايا الثلاث التي أحيل فيها المتهم علي الدين محمد الزيات، الطالب بالصف الثالث الإعدادي بمدرسة مودرن أكاديمي بالكويت، بعد أن نسبت إليه النيابة العامة جرائم بشعة ارتكبها رغم صغر سنه.
وتضمنت أوراق الإحالة أن المتهم، الذي تجاوز الخامسة عشرة ولم يتجاوز الثامنة عشرة من عمره، أنشأ حسابات وهمية على مواقع التواصل الاجتماعي لاستدراج ضحاياه من الأطفال والمراهقين، مستغلًا حاجتهم المادية، حيث أوهمهم بفرص للتبرع وإجراء فحوصات طبية مقابل مبالغ مالية، قبل أن يستدرجهم بمساعدة آخرين إلى وحدات سكنية ارتُكبت داخلها جرائم هتك عرض وخطف وتصوير ضحاياه عُراة عبر تطبيقات "فيديو كول".
وجاء في التحقيقات أن أولى القضايا المقيدة برقم 20793 لسنة 2024 جنايات أول شبرا الخيمة، تضمنت اتهامات بالإتجار بالبشر وهتك العرض بالقوة، واعتداء على حرمة الحياة الخاصة، إلى جانب إدارة حسابات إلكترونية لاستقطاب الضحايا، فيما شملت القضية الثانية 20794 لسنة 2024 وقائع مشابهة، بينها شروع في القتل عقب تخدير أحد الضحايا وحقنه في مواضع حساسة من جسده، قبل أن ينجو من الموت بأعجوبة.
أما القضية الثالثة 20801 لسنة 2024 جنايات أول شبرا الخيمة، فشملت المتهم ذاته وأربعة آخرين، بعد ثبوت تورطهم في خطف طفل دون الثامنة عشرة واستغلاله جنسيًا وتصويره عاريًا، فضلاً عن شرع الأول في قتله عمدًا بتكليف شركائه بإعطائه عقارًا منومًا وحقنه بمخدر وقطع شريانه بأداة جراحية، إلا أن جريمته لم تكتمل بعد عدول شركائه عن التنفيذ.
وقائع صادمة
وثبت من التحريات والتقارير الطبية أن المتهمين استخدموا أدوات متعددة في جرائمهم، شملت أقراصًا منومة وأمبولات تخدير ومواد سامة وسرنجات ومشارط جراحية، في وقائع صُنفت من أخطر قضايا الإتجار بالبشر التي شهدتها الجيزة في السنوات الأخيرة، حيث جمع المتهم بين إدارة شبكة إلكترونية لاستقطاب الضحايا، وتنفيذ الجرائم عبر الإنترنت والواقع معًا، فيما وصفت جهات التحقيق القضية بأنها تمثل “عالمًا مظلمًا من الانتهاكات الرقمية والإنسانية”.



