باقي علي افتتاح المتحف الكبير
  • يوم
  • ساعة
  • دقيقة
  • ثانية
رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

الرئيس الإيراني يحذر من قرارات مفاجئة: رفع سعر البنزين ضروري لكن يجب أن يتم بعقلانية

الرئيس الإيراني مسعود
الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان

حذر الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان من اتخاذ قرارات اقتصادية مفاجئة قد تُشعل الشارع، مؤكداً أن رفع سعر البنزين أمر لا مفر منه، لكنه شدد على أن تطبيقه يجب أن يتم "بعقلانية وتخطيط مدروس"، لا بقرارات ليلية تهز حياة المواطنين.

الرئيس الإيراني يرفض "القرارات الليلية"

أكد بزشكيان خلال لقائه مع مجموعة من النخب والناشطين الاجتماعيين والثقافيين في محافظة أذربيجان الغربية، أن البلاد بحاجة إلى إعادة النظر في تسعيرة الوقود، لكنه أضاف قائلاً: "لا يمكن أن أجلس في الليل وأقرر فجأة، ثم أضرب كل من يعترض… بالطبع لا".

الرئيس الإيرلني أوضح أن القرارات الاقتصادية الكبرى لا تُتخذ بعشوائية، بل تحتاج إلى دراسة شاملة توازن بين الضغوط المالية للدولة واحتياجات المواطنين اليومية، مشدداً على أن الحكومة لن تسمح بتكرار أخطاء الماضي التي كلفت الإيرانيين ثمناً باهظاً.

الاقتصاد تحت ضغط العقوبات

الاقتصاد الإيراني يعيش مرحلة صعبة من الضغوط الداخلية والخارجية، بعد تفعيل بعض الدول الغربية "آلية الزناد" وإعادة فرض العقوبات على طهران، ما رفع كلفة استيراد الوقود وأثر على الميزانية العامة.
وأصبحت الحكومة أمام خيارات اقتصادية محدودة، من بينها تعديل أسعار البنزين لتخفيف عبء الدعم الحكومي المتزايد، وسط وعود بتوجيه الدعم مباشرة إلى الفئات الأكثر احتياجاً لتقليل الصدمة الاجتماعية.

ذكريات احتجاجات 2019 حاضرة

تصريحات بزشكيان أعادت إلى الأذهان أحداث نوفمبر 2019، عندما أعلنت الحكومة الإيرانية حينها رفع أسعار البنزين بشكل مفاجئ في منتصف الليل، ما أشعل احتجاجات واسعة في عشرات المدن، قوبلت بقمع أمني شديد وخسائر بشرية كبيرة.
ويرى محللون أن الرئيس الإيراني يحاول النأي بنفسه عن أسلوب القرارات الصادمة، عبر اعتماد سياسة تواصلية أكثر شفافية، تمهد لأي تغييرات اقتصادية بتهيئة الرأي العام مسبقاً.

التوازن بين الحاجة والإصلاح

بزشكيان شدد على أن حكومته تسعى إلى تحقيق توازن بين الإصلاح الاقتصادي وحماية الاستقرار الاجتماعي، مضيفاً أن "القرارات التي تمس حياة الناس يجب أن تُصمم بحيث تخفف الأعباء لا أن تضيف إليها".
ويرى خبراء اقتصاديون أن تصريحاته تمثل محاولة لطمأنة الشارع الإيراني، خصوصاً بعد تصاعد المخاوف من احتمال ارتفاع الأسعار مجدداً في ظل أزمة السيولة والعقوبات المستمرة.

إصلاح محسوب لا انفجار شعبي

التوجه الحكومي الحالي يبدو أقرب إلى إصلاح تدريجي لقطاع الطاقة، مع دراسة بدائل الدعم الذكي للفئات المتضررة، في وقت تسعى فيه طهران لاحتواء الغضب الشعبي وتجنب تكرار سيناريوهات الفوضى السابقة.
ويشير مراقبون إلى أن خطاب بزشكيان الجديد يعكس إدراكاً عميقاً لحساسية الشارع الإيراني، ورسالة ضمنية بأن الإصلاح الاقتصادي لا يمكن أن يُفرض بالقوة، بل يجب أن يُبنى على الحوار والثقة بين الدولة والمواطنين.

تم نسخ الرابط