الاتحاد الأوروبي يتحرك لإنقاذ غزة: خطة مضاعفة المساعدات وإجلاء المصابين

تتجه الأنظار نحو بروكسل بعد إعلان الاتحاد الأوروبي استعداده لمضاعفة المساعدات الإنسانية الموجهة إلى مدينة غزة، في خطوة تعكس تصاعد القلق الأوروبي من تفاقم الكارثة الإنسانية داخل القطاع بعد الحرب الأخيرة.

وأكدت دوبرافكا سويسكا، عضو المفوضية الأوروبية المسؤولة عن منطقة المتوسط، أن الاتحاد الأوروبي جاهز لتوسيع نطاق الدعم، والمشاركة في عمليات رفع الأنقاض والبحث والتطهير، مشددة على أن الوقت حان لتكثيف الجهود الدولية من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه.

مشاركة أوروبية في إعادة الإعمار

أوضحت سويسكا أن الاتحاد الأوروبي يعتزم لعب دور محوري في جهود إعادة الإعمار، معتبرة أن الأمم المتحدة يجب أن تكون المحرك الأساسي في مسار الإغاثة وإعادة التأهيل، نظراً لخبرتها الواسعة وقدرتها على التنسيق بين الأطراف المختلفة.
وأشارت المسؤولة الأوروبية إلى أن بروكسل مستعدة للمساهمة في أي عملية لنزع السلاح داخل غزة "بشرط إطلاق مسار سياسي حقيقي يضمن الأمن والاستقرار للمنطقة".

السلطة الفلسطينية في قلب المشهد

أكد الاتحاد الأوروبي أن السلطة الفلسطينية تمثل العنصر الضروري في مستقبل غزة، معتبرًا أن أي عملية سياسية أو إعادة إعمار لا يمكن أن تنجح دون مشاركة فاعلة من رام الله.
وتعكس هذه التصريحات الموقف الأوروبي الداعي إلى توحيد الجهود الفلسطينية الداخلية، بما يتيح تأسيس إدارة مدنية قوية قادرة على إدارة القطاع بعد سنوات من الانقسام والحصار.

غزة بين الهدنة والمجهول

تعيش غزة حالة ترقب ثقيلة منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ قبل نحو أسبوعين، بعد عامين من عمليات عسكرية مدمرة خلفت دمارًا شاملاً وأزمة إنسانية غير مسبوقة.
وتشير مصادر فلسطينية ودولية إلى أن التفاهمات الأخيرة تضمنت بنودًا واضحة لزيادة كميات المساعدات وتحسين الإمدادات الحيوية كالماء والوقود، إلا أن التنفيذ لا يزال بطيئًا بسبب القيود الإسرائيلية على المعابر.

تحذيرات دولية من انهيار الوضع الإنساني

تحذر منظمات الإغاثة الدولية من استمرار القيود التي تعرقل وصول المساعدات، رغم التحسن النسبي خلال الأيام الماضية. 

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن غالبية سكان غزة يعانون من انعدام الأمن الغذائي، وأن أكثر من نصف المرافق الصحية خارج الخدمة نتيجة نقص الوقود والأضرار الواسعة في البنية التحتية.
ويبدو أن مضاعفة المساعدات الأوروبية قد تمثل بصيص أمل جديد لسكان القطاع المنهكين، لكنها تظل مرهونة بإزالة العقبات الميدانية والسياسية التي تحول دون تدفق الدعم بشكل فعّال.