باقي علي افتتاح المتحف الكبير
  • يوم
  • ساعة
  • دقيقة
  • ثانية
رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

مرصد الأزهر: أزمة الهوية أخطر من الهجرة وتهدد بتفكك المجتمعات

مرصد الأزهر
مرصد الأزهر

حذَّر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف في تقرير تحليلي  نشرته وحدة رصد اللغة الفارسية من تفاقم أزمة الهوية في ظل العولمة المتسارعة والانفتاح الثقافي، مؤكدًا أنها تمثل خطرًا صامتًا يتجاوز في تأثيره أزمات اللجوء والهجرة، لما تسببه من فراغ داخلي واغتراب نفسي يهددان تماسك المجتمعات واستقرارها.

وأوضح المرصد أن أزمة الهوية لا تقتصر على المهاجرين الذين يعيشون صراعًا بين الاندماج والحفاظ على الجذور، بل تمتد لتشمل المقيمين في أوطانهم، الذين يعانون ضياعًا بين قيمهم الموروثة وبريق الثقافات الوافدة، في ظل تراجع الخصوصيات المحلية أمام الأنماط الاستهلاكية العالمية.

وبيَّن المرصد أن خطورة هذه الأزمة تكمن في كونها غير مرئية وصامتة، إذ لا تُقاس بإحصاءات، لكنها تظهر في سلوكيات مدمرة كالعنف، والانطواء، والاغتراب، أو الانجذاب إلى جماعات متطرفة تقدم هوية زائفة وشعورًا وهميًّا بالانتماء.

وسلّط التقرير الضوء على الوضع في أفغانستان بوصفه نموذجًا حيًّا لأزمة الهوية في المجتمعات التي مزقتها الصراعات الطويلة، مشيرًا إلى أن البلاد ما زالت ضمن أكثر دول العالم اضطرابًا بحسب «مؤشر السلام العالمي 2025»، مع تزايد عمليات الطرد القسري للاجئين من إيران وباكستان وعدد من الدول الأوروبية، مما عمَّق معاناتهم الإنسانية.

وأكد المرصد أن مواجهة أزمة الهوية تتطلب وعيًا شاملًا وتكامل أدوار مؤسسات التعليم والإعلام والأسرة في بناء هوية وطنية متوازنة، منفتحة على الآخر دون أن تذوب فيه، ومتمسكة بخصوصيتها دون انغلاق.

واختتم المرصد تقريره بالتأكيد على أن الهوية المتماسكة هي الضمانة الحقيقية لاستقرار الأفراد والمجتمعات، وهي البوصلة التي تحفظ للأوطان معناها وتمنحها القدرة على مواجهة التحديات الحضارية والإنسانية الراهنة.

 

تم نسخ الرابط