تصعيد جديد في صنعاء.. جماعة الحوثي تقتحم مجمعاً تابعاً للأمم المتحدة وتحتجز موظفين دوليين

تجددت المواجهة بين جماعة الحوثي والمنظمات الأممية في اليمن، بعد أن اقتحمت عناصر حوثية مجمع الأمم المتحدة في صنعاء واحتجزت عدداً من الموظفين المحليين والدوليين.
الحادثة تأتي في ظل تصاعد التوتر بين الحوثيين والأمم المتحدة على خلفية اتهامات وجهها زعيم الجماعة لمنظمات أممية بالتجسس والعمل لصالح أطراف معادية.
اقتحام مفاجئ واحتجاز موظفين
أكد المتحدث باسم منسق الأمم المتحدة المقيم في اليمن، جان علم، أن مجموعة من الحوثيين دخلت إلى مجمع الأمم المتحدة (UNCAF) في صنعاء دون تصريح يوم السبت، واحتجزت عشرات الموظفين.
وأوضح في بيان رسمي، الأحد، أن 11 موظفاً محلياً أُفرج عنهم بعد استجوابهم، بينما لا يزال 5 موظفين محليين و15 موظفاً دولياً محتجزين داخل المجمع حتى اللحظة.
وأشار علم إلى أن الأمم المتحدة تعمل بشكل عاجل لإنهاء هذا الوضع الخطير، وضمان الإفراج عن جميع موظفيها، واستعادة السيطرة الكاملة على منشآتها في العاصمة اليمنية.
اتهامات حوثية مثيرة للجدل
في السياق نفسه، اتهم زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي، خلال خطاب متلفز، منظمات تابعة للأمم المتحدة، بينها برنامج الأغذية العالمي واليونيسيف، بالمشاركة فيما وصفه بـ"الدور التجسسي العدواني".
وزعم الحوثي أن بعض موظفي تلك المنظمات ساهموا في عمليات استهداف إسرائيلية لاجتماعات حكومته غير المعترف بها، معتبراً أن تلك الأنشطة تندرج ضمن مخطط خارجي لضرب اليمن.
هذه الاتهامات، التي وُصفت بأنها خطيرة وغير مسبوقة، تعكس تدهور العلاقة بين الحوثيين والمنظمات الدولية العاملة في مناطق سيطرتهم، بعد سلسلة من المضايقات التي تعرض لها العاملون الإنسانيون خلال الأشهر الماضية.
ردّ حازم من الأمم المتحدة
من جهته، ردّ ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، على تصريحات الحوثي، مؤكداً أن هذه الادعاءات خطيرة وغير مقبولة، وتعرّض حياة الموظفين للخطر، كما تقوض العمل الإنساني الحيوي في اليمن.
وشدد دوجاريك على أن الأمم المتحدة تعمل في ظروف صعبة للغاية لإيصال المساعدات إلى ملايين اليمنيين، داعياً الحوثيين إلى وقف جميع أشكال الترهيب والاحتجاز غير القانوني ضد موظفيها.
انتهاكات متكررة وتصاعد للأزمة
الحادثة ليست الأولى من نوعها، إذ شهدت الأشهر الأخيرة سلسلة من الانتهاكات ضد موظفي الأمم المتحدة في المناطق الخاضعة للحوثيين.
ففي 31 أغسطس الماضي، اقتحم مسلحون حوثيون مكاتب المنظمة الدولية في صنعاء واحتجزوا 11 موظفاً على الأقل، في خطوة أثارت تنديداً دولياً واسعاً.
وتشير تقارير أممية إلى أن العشرات من موظفيها أُوقفوا أو تعرضوا للمضايقة خلال العام الجاري، ما يهدد بإعاقة الجهود الإنسانية في بلد يعيش إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
أزمة جديدة تعمّق عزلة الحوثيين
الاقتحام الأخير يعكس تصعيداً جديداً من جانب الحوثيين ضد المنظمات الدولية، ما قد يزيد من توتر العلاقات مع الأمم المتحدة ويعقّد جهود السلام المتعثرة في اليمن.
وفي ظل استمرار الاحتجاز واتهامات التجسس، يرى مراقبون أن الجماعة تسعى لفرض وصاية على العمل الإنساني في مناطق سيطرتها، ما يضع المجتمع الدولي أمام اختبار صعب بين حماية موظفيه واستمرار تقديم المساعدات لملايين المحتاجين.