حماس تتهم نتنياهو بخرق اتفاق وقف إطلاق النار: إغلاق معبر رفح يهدد بتجميد تنفيذ بنود الصفقة
اتهمت حركة حماس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بارتكاب خرق فاضح لاتفاق وقف إطلاق النار، عقب قراره منع فتح معبر رفح حتى إشعار آخر، معتبرة أن الخطوة تمثل تنكرًا واضحًا للالتزامات التي تعهدت بها إسرائيل أمام الوسطاء الدوليين.
ويأتي هذا التصعيد في وقت تشهد فيه مفاوضات تنفيذ الاتفاق الهش توترًا متزايدًا، وسط تحذيرات من انهياره الكامل.
حماس: نتنياهو يتنصل من التزاماته
أصدرت حركة حماس بيانًا حاد اللهجة عبر تطبيق "تلغرام"، أكدت فيه أن قرار نتنياهو بإغلاق معبر رفح يشكل انتهاكًا مباشرًا لبنود وقف إطلاق النار، الذي جرى التوصل إليه برعاية أميركية قبل أسبوع.
وأوضحت الحركة أن استمرار إغلاق المعبر سيؤدي إلى تعطيل عمليات البحث عن المفقودين، وتأخير انتشال وتسليم الجثث، إلى جانب منع خروج الجرحى والمرضى ووقف دخول المعدات الإنسانية والطبية إلى القطاع.
وطالبت حماس الجهات الضامنة للاتفاق، وخاصة الولايات المتحدة ومصر وقطر، بالتدخل العاجل لإلزام إسرائيل باحترام تعهداتها وتنفيذ جميع بنود الاتفاق دون تأخير.
نتنياهو يربط إعادة فتح المعبر بتسليم الجثث
في المقابل، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن معبر رفح سيبقى مغلقًا حتى إشعار آخر، مشيرًا إلى أن إعادة فتحه مشروطة بتسليم حركة حماس جثث الأسرى الإسرائيليين الذين توفوا في غزة.
وجاءت تصريحاته بعد إعلان السفارة الفلسطينية في القاهرة نيتها إعادة فتح المعبر يوم الاثنين المقبل لتمكين الفلسطينيين العالقين في مصر من العودة إلى القطاع، وهو ما أوقفته إسرائيل لاحقًا بشكل مفاجئ.
خلاف جديد حول تنفيذ بنود اتفاق ترامب
تسلّمت إسرائيل مساء السبت جثتي أسيرين من الصليب الأحمر في غزة، ليصل إجمالي ما تسلمته إلى 12 جثة من أصل 28 وفقًا للاتفاق الذي تم بوساطة الولايات المتحدة الأسبوع الماضي.
ويقضي الاتفاق أيضًا بإفراج حماس عن العشرين أسيرًا الإسرائيليين الأحياء مقابل إطلاق سراح نحو ألفي معتقل فلسطيني، وتسليم 360 جثة لمقاتلين فلسطينيين مقابل رفات الأسرى الإسرائيليين.
حتى الآن، أعادت إسرائيل 15 جثة فقط من جثث المقاتلين مقابل كل رهينة تسلمها، ما يعكس تباطؤًا في تنفيذ الصفقة وازدياد حدة الخلافات حول آليات تبادل الجثث.
الأزمة الإنسانية تتفاقم في غزة
يبقى معبر رفح مغلقًا منذ مايو 2024، وهو ما فاقم معاناة سكان قطاع غزة المحاصر. وينص اتفاق وقف إطلاق النار على زيادة المساعدات الإنسانية، إلا أن التقارير الدولية تشير إلى أن حجم الإمدادات لا يزال دون الحد الأدنى المطلوب.
وذكر برنامج الأغذية العالمي أن ما يدخل القطاع يوميًا لا يتجاوز 560 طنًا من المواد الغذائية، وهو أقل بكثير من احتياجات السكان الذين يعانون من حالة مجاعة حادة بحسب تقارير أممية.
وتؤكد مؤسسات الإغاثة أن استمرار إغلاق المعابر يهدد بانهيار الخدمات الأساسية ويعرقل جهود إعادة الإعمار، في وقت تحاول فيه واشنطن إنقاذ خطة ترامب ذات الـ20 نقطة لإنهاء الحرب، والتي تواجه عراقيل حول ملفات حساسة، أبرزها نزع سلاح حماس، وآلية إدارة غزة، وتشكيل قوة استقرار دولية، إلى جانب الخطوات المطلوبة لإقامة دولة فلسطينية مستقلة.



