بعد 18 عاماً في السلطة وثلاث قضايا فساد.. نتنياهو يعلن ترشحه مجددًا لرئاسة الوزراء رغم الغضب الشعبي

في خطوة أثارت جدلاً واسعًا داخل إسرائيل وخارجها، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء السبت عزمه الترشح مجددًا لرئاسة الحكومة في الانتخابات المقبلة المقرّرة في نوفمبر 2026. 

الإعلان الذي جاء في خضم أزمات سياسية وأمنية متلاحقة، فتح الباب أمام نقاش حاد حول مستقبل الحياة السياسية في إسرائيل، ودور نتنياهو المستمر في تشكيل ملامحها رغم ملفات الفساد العالقة والانتقادات المتصاعدة ضده.

أطول من تولى رئاسة الحكومة في تاريخ إسرائيل

يُعدّ نتنياهو أحد أبرز الوجوه السياسية في إسرائيل، إذ يتزعّم حزب الليكود اليميني منذ عقود، ويمتلك خبرة سياسية تمتد لأكثر من ثلاثة عقود. 

وقد أمضى 18 عامًا في رئاسة الحكومة منذ عام 1996، في ولايات متفرقة، ليصبح أطول رؤساء الحكومات بقاءً في المنصب بتاريخ إسرائيل الحديث.
وفي الانتخابات الأخيرة، نجح الليكود في حصد 32 مقعدًا داخل الكنيست، بينما حصل حلفاؤه من الأحزاب الدينية المتشددة على 18 مقعدًا، وحقق التحالف الصهيوني الديني رقمًا قياسيًا بـ14 مقعدًا، ما عزز هيمنة اليمين على المشهد السياسي الإسرائيلي.

ملفات فساد تلاحق نتنياهو

يواجه نتنياهو منذ مايو 2020 ثلاث قضايا فساد تتعلق بتلقي هدايا باهظة من رجال أعمال ومحاولات للتأثير على وسائل الإعلام لصالحه.

وعلى الرغم من نفيه المستمر لهذه الاتهامات، إلا أن القضايا ما زالت تثقل إرثه السياسي وتشكل مصدر قلق لمعسكره الانتخابي، خاصة في ظل تزايد الانتقادات لممارساته في الحكم.

إصلاحات قضائية تشعل الشارع

شهدت فترة حكم نتنياهو الأخيرة التي بدأت أواخر عام 2022 جدلاً حادًا بسبب طرحه خطة إصلاح قضائي واسعة النطاق، قالت المعارضة إنها تستهدف إضعاف السلطة القضائية ومنح الحكومة نفوذًا أكبر على المحاكم. 

وخرجت على إثرها مظاهرات حاشدة اجتاحت شوارع تل أبيب ومدن أخرى لأشهر طويلة، قبل أن تهدأ نسبيًا عقب اندلاع حرب غزة في أكتوبر 2023.

حرب غزة تعيد الجدل حول القيادة

تعرض نتنياهو لهجوم شديد من داخل إسرائيل بسبب سوء إدارة الحرب على غزة وطريقة تعامله مع ملف الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة حماس. 

وأشار محللون إلى أن الضغوط العسكرية والسياسية جعلت شعبيته تتراجع بشكل واضح خلال العام الأخير.

وتعقّد المشهد أكثر بعد إعلان المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرة توقيف بحقه، بتهم تتعلق بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة، ما ألقى بظلال ثقيلة على مستقبله السياسي والدبلوماسي.

طموح لا ينتهي رغم الأزمات

يرى مراقبون أن إعلان نتنياهو ترشحه مجددًا يأتي في محاولة لـ"إنقاذ إرثه السياسي" وتحصين نفسه من الملاحقات القانونية عبر البقاء في الحكم. وبينما يراه أنصاره "القائد الذي لا يُستغنى عنه"، يعتبره معارضوه رمزًا للفساد والاستبداد السياسي.
ومع اقتراب انتخابات 2026، يبدو أن إسرائيل تتجه إلى منافسة انتخابية شرسة ستحدد ما إذا كان نتنياهو سيستمر في الحكم للمرة التاسعة، أم سيواجه نهاية مسيرته السياسية الطويلة.