باقي علي افتتاح المتحف الكبير
  • يوم
  • ساعة
  • دقيقة
  • ثانية
رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

مظاهرات الغضب تهز نيويورك.. قيادي جمهوري لـ«تفصيلة»: الحزب يواجه أخطر اختبار في تاريخه بسبب فضيحة عنصرية

مظاهرات الغضب تهز
مظاهرات الغضب تهز نيويورك

تعيش الساحة السياسية الأميركية على صفيح ساخن، بعد تفجّر فضيحة عنصرية مدوية داخل منظمة الجمهوريين الشباب في ولاية نيويورك، كشفت عن رسائل فاضحة تضمنت تعليقات معادية للسامية وعنصرية ضد الأقليات، بل وتلميحات مروّعة تتعلق بالاغتصاب وغرف الغاز.

في خضمّ الغضب الشعبي والتظاهرات الغاضبة، تحدّث القيادي الجمهوري مالك فرنسيس لموقع تفصيلة، كاشفًا كواليس ما جرى، وردّ الحزب، ومستقبل التيار الجمهوري في ظلّ تصاعد الانقسام الداخلي.

مظاهرات تجتاح واشنطن
مظاهرات تجتاح واشنطن

رسائل صادمة أشعلت الفضيحة

تسريبات نيويورك تايمز كشفت رسائل نصية بين عدد من قادة وأعضاء منظمة الجمهوريين الشباب، تضمّنت عبارات عنصرية واستهزاءً بالأقليات، إلى جانب نكات عن الاغتصاب وإشارات إلى "غرف الغاز"، ما فجّر غضبًا واسعًا في أوساط الرأي العام.
وقال مالك فرنسيس، عضو الحزب الجمهوري، في تصريحات خاصة لـتفصيلة: "هذه اللغة لا تمثل قيم الحزب الجمهوري ولا مبادئه التاريخية. عدد المتورطين محدود، لكن الضرر المعنوي كبير."

عشرات الآلاف من المتظاهرين ضد ترامب
عشرات الآلاف من المتظاهرين ضد ترامب


وأكد أنه تم تحديد الأسماء المشاركة وتعليق عضويتهم فورًا، بينما فتحت لجنة الحزب تحقيقًا داخليًا موسعًا.

الحزب يتحرك بسرعة لاحتواء الأزمة

القيادة الجمهورية في نيويورك عقدت اجتماعًا طارئًا الجمعة، تقرّر خلاله تعليق نشاط منظمة الجمهوريين الشباب بالكامل، بعد تصويت بالإجماع على تجميد تفويضها على مستوى الولاية.
ويوضح فرنسيس أن القرار لم يكن شكليًا، بل جاء "بعد تقييم دقيق للوضع"، مضيفًا: "كان لا بد من خطوة واضحة تُظهر جدية الحزب في مواجهة الخطأ، نعمل حاليًا على إنشاء إطار تنظيمي جديد يضم شبابًا من خلفيات متنوعة، مع تدريب أخلاقي وسياسي صارم."

مظاهرات الغضب تهز نيويورك
مظاهرات الغضب تهز نيويورك

انقسام داخلي بين جيلين وخطاب ترامب المثير

يشير فرنسيس إلى أن الأزمة الأخيرة عمّقت الخلاف القائم بين الجيل الجديد من الجمهوريين والمحافظين التقليديين، خاصة مع بروز تأثير التيار الشعبوي المرتبط بالرئيس دونالد ترامب وحركة MAGA.
ويقول: "الانقسام بين الأجيال ليس جديدًا، لكنه تفاقم بسبب اختلاف أسلوب الخطاب ووسائل التعبير. سياسة الرئيس ترامب الاندفاعية عمّقت الفجوة داخل الحزب."
وأضاف أن الحزب يسعى إلى عقد منتديات حوار تجمع ممثلي الجيلين لرسم رؤية موحّدة تحافظ على التوازن بين التجديد والثوابت.

انتقادات لخطاب الكراهية واتهامات بالتحريض

فرنسيس شدد على ضرورة التمييز بين الدفاع عن القيم الوطنية والانزلاق إلى خطاب الكراهية، قائلاً: "اللغة البذيئة التي وردت في المحادثات لا مكان لها في حزبنا. الجمهوريون المعتدلون يعملون على إعادة الحزب إلى مساره كحزب لكل الأميركيين، لا لفئة دون أخرى."
وتابع أن المنظمة كانت تعاني أصلًا من سوء إدارة وانفلات في الخطاب الداخلي، وهو ما فاقم الأزمة الراهنة.

ردود فعل غاضبة.. لكن التحرك السريع خفف الصدمة

قال فرنسيس، إن الفضيحة تسببت في ردود فعل حادة من قيادات ديمقراطية ومستقلين في نيويورك، إلا أن تحرّك الحزب الجمهوري السريع واعترافه بالخطأ ساعدا في تهدئة الأجواء.

وأكد فرنسيس أن الاعتراف بالمسؤولية ومحاسبة المتورطين يعكس التزام الحزب بالقيم الدستورية والشفافية.
وأضاف: "الآن علينا التركيز على استعادة الثقة من خلال مبادرات مجتمعية وانفتاح أكبر على الشارع الأميركي."

مظاهرات الغضب تهز نيويورك
مظاهرات الغضب تهز نيويورك

الديمقراطيون يستثمرون الفضيحة انتخابيًا

وحول استغلال الديمقراطيين للأزمة في الحملات الانتخابية المقبلة، قال فرنسيس: "من الطبيعي أن يستغل المنافسون السياسيون أي خطأ، لكن الناخب الأميركي قادر على التمييز بين تصرفات فردية وموقف حزب تاريخي كالحزب الجمهوري."

وأشار إلى أن الأزمة تمثل "جرس إنذار" لضرورة إصلاح الخطاب الداخلي وإعادة تعريف هوية الحزب قبل الانتخابات القادمة.

الحزب الجمهوري في مفترق طرق

اختتم فرنسيس حديثه بتحذير صريح قائلاً: "الحزب الجمهوري يقف اليوم عند مفترق طرق. كان يومًا حزب لينكولن والحرية، لكنه يواجه خطر الانجراف وراء خطاب الغضب والانقسام. الإصلاح يبدأ بالصدق، وبالشجاعة في قول لا عندما يصبح الصمت تواطؤًا."
فضيحة منظمة الجمهوريين الشباب تجاوزت كونها أزمة داخلية، لتتحول إلى اختبار حقيقي لمستقبل الحزب الجمهوري في مواجهة التيارات المتطرفة داخله. وبين دعوات الإصلاح وتحركات الغضب الشعبي، يبقى السؤال: هل يستعيد الحزب توازنه كصوت للعقل الأميركي، أم ينزلق أكثر نحو فوضى الانقسامات؟

تم نسخ الرابط