حماس تسلّم رفات محتجزتين إسرائيليتين ضمن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

أعلنت حركة حماس، مساء السبت، أنها ستسلم جثتي محتجزتين إسرائيليتين في إطار تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، في خطوة جديدة ضمن صفقة تبادل الأسرى التي ترعاها مصر وقطر وتركيا والولايات المتحدة.

تأتي الخطوة تباين في المواقف بين الجانبين حول الالتزام بالبنود الإنسانية للاتفاق، وسط ضغوط إسرائيلية لربط الإعمار بتسليم بقية الجثامين.

تسليم جثتين جديدتين ضمن صفقة التبادل

أكدت حركة حماس، في بيان عبر تطبيق "تلجرام"، أنها "ستقوم بتسليم جثتين لأسيرين إسرائيليين تم استخراجهما اليوم في قطاع غزة عند الساعة العاشرة مساء بتوقيت غزة"، مشيرة إلى أن العملية تأتي ضمن الترتيبات الإنسانية والاتفاقات الجزئية التي تتضمن تبادلاً للجثامين والأسرى بين الجانبين.
وأوضحت كتائب القسام أن عملية التسليم تجري بالتنسيق مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وبإشراف من الوسطاء الدوليين لضمان سير بنود الاتفاق كما هو متفق عليه.

إسرائيل تدرس تعديل خطوط الانسحاب

ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يدرس تعديل خطوط الانسحاب داخل قطاع غزة بسبب تأخر حركة حماس في تسليم جثث المحتجزين.
وبحسب التقارير، ترى إسرائيل أن التأخير المتكرر في تسليم الجثامين يمثل خرقاً لبنود وقف إطلاق النار، بينما تؤكد حماس أنها تواجه صعوبات ميدانية في استخراج الرفات من تحت أنقاض المناطق التي تعرضت للقصف خلال العامين الماضيين.

تسليم عشر جثث منذ بدء تنفيذ الصفقة

مصادر في حركة حماس كشفت أن الحركة سلمت حتى الآن عشر جثث لمحتجزين إسرائيليين منذ بدء تنفيذ الصفقة يوم الاثنين الماضي، مشيرة إلى أن عمليات البحث لا تزال مستمرة في عدة مناطق بقطاع غزة.
وكانت كتائب القسام قد سلّمت الأربعاء الماضي جثتين أخريين إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر بمدينة غزة، في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.

اتهامات متبادلة وضغوط اقتصادية

من جانبها، أفادت القناة الإسرائيلية "12" بأن المؤسسة الأمنية في تل أبيب أوصت بعدم إدخال مواد إعادة الإعمار إلى قطاع غزة، للضغط على حماس من أجل الإسراع في تسليم ما تبقى من جثث المحتجزين.
وقال مسؤولون إسرائيليون للإذاعة العبرية إن "حماس تعلم تماماً أماكن وجود بقية الجثامين"، متهمين الحركة باستخدام الملف كورقة تفاوضية لتحقيق مكاسب سياسية.

تبادل للأسرى ومفاوضات بوساطة دولية

الاتفاق الحالي، الذي رعته مصر وقطر وتركيا والولايات المتحدة، ينص على وقف شامل لإطلاق النار والإفراج المتبادل عن الأسرى والمحتجزين والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وفي إطار المرحلة الأولى من الاتفاق، أفرجت حماس عن 20 محتجزاً إسرائيلياً على قيد الحياة وثماني جثث، بينما أطلقت إسرائيل سراح 250 أسيراً فلسطينياً من أصحاب الأحكام العالية و1718 أسيراً آخرين من غزة اعتُقلوا بعد السابع من أكتوبر 2023.

خلفية الاتفاق وخطة ترامب للسلام

تأتي هذه التطورات بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب نهاية سبتمبر الماضي عن خطة من عشرين بنداً لإنهاء الحرب بين إسرائيل وحماس، تضمنت مراحل متدرجة لوقف القتال وتبادل الأسرى وبدء إعادة إعمار قطاع غزة.
وبحسب الوسطاء، فإن المرحلة الأولى من الخطة دخلت حيز التنفيذ الأسبوع الماضي بعد مفاوضات غير مباشرة في مدينة شرم الشيخ المصرية، وسط آمال دولية بترسيخ الهدنة وتحقيق انفراجة إنسانية في القطاع.

تسليم جثث المحتجزين يمثل خطوة جديدة نحو تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، لكنه يكشف في الوقت نفسه هشاشة التفاهمات القائمة بين حماس وإسرائيل. 

وبينما تسعى الأطراف الوسيطة إلى تثبيت الهدنة، تبقى الملفات الإنسانية والإنشائية مرهونة بمدى التزام الطرفين ببنود الصفقة، في انتظار ما ستسفر عنه المراحل المقبلة من الاتفاق.