رئيس الشيوخ الجديد: المجلس بيت الخبرة التشريعية وسنواصل تعزيز الديمقراطية وبناء الوطن

ألقى رئيس مجلس الشيوخ المنتخب، المستشار عصام الدين أحمد فريد، كلمته عقب فوزه برئاسة المجلس، مؤكدًا تقديره العميق لثقة الأعضاء وشاكرًا دعمهم له في تحمّل هذه الأمانة الوطنية الكبرى، ومعلنًا عزمه على أداء مهامه بما يرضي الله ويحقق مصلحة الوطن.

بدأ رئيس المجلس كلمته قائلاً: "بسم الله الرحمن الرحيم.. الإخوة والأخوات أعضاء مجلس الشيوخ، أستهل حديثي بتهنئة حضراتكم جميعًا على فوزكم بعضوية هذا المجلس العريق، سواء بثقة الناخبين فيمن فاز في الانتخابات، أو بثقة فخامة السيد رئيس الجمهورية فيمن تم تعيينه. كما أتوجه إليكم جميعًا بالشكر والامتنان على انتخابكم لي لرئاسة المجلس، فإنه لفضل منكم وشرف عظيم لي أن حملتموني هذه الأمانة وكلفتموني بأدائها، وإني لأدعو الله القدير أن يعينني على أدائها بما يرضيه، وأن أكون عند حسن ظنكم في اختياري لها".

وأكد رئيس المجلس أن مصر شعبًا وقيادةً تدرك قيمة مجلس الشيوخ الذي جاوز عمره القرنين من الزمان باعتباره أول مجلس برلماني في إفريقيا والشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن الدولة تنتظر من أعضائه المشاركة الفاعلة في العمل النيابي والسياسي في ظل ظروف محلية وإقليمية ودولية دقيقة.

وأوضح المستشار عصام الدين أحمد فريد أن مصر في الداخل تبني وطنًا جديدًا على أسس وبنية تحتية غير مسبوقة، أسهمت في رفع تصنيف الدولة في مؤشرات التنمية وجودة المرافق والطرق لتصل إلى مصاف الدول المتقدمة، مؤكدًا أن الزراعة والصناعة والتجارة نهضت على هذه الأسس، وأن مبادرات السيد الرئيس في مجالات التعليم والصحة والتكنولوجيا خلقت واقعًا جديدًا لحياة كريمة.

وأشار إلى أن الله حمى الوطن من قوى أرادت له الدمار والخراب، ورد كيدها في نحرها.

وتطرق رئيس المجلس في كلمته إلى الدور الإقليمي والدولي لمصر، مؤكدًا أنها أثبتت مكانتها كقوة عاقلة تمتلك القدرة وتختار الحكمة، مشيرًا إلى موقفها الحاسم في حماية الأمن القومي من الغرب، وتأمين الحدود الجنوبية من خطر الحرب الأهلية في السودان دون تدخل في الشؤون الداخلية للدولتين، وتمسكها بحقوقها التاريخية في مياه النيل باختيار طريق السلام.

وأضاف أن موقف مصر من العدوان الإسرائيلي على غزة كان موقفًا مشرفًا عبّر عن أصالة الدولة المصرية، من خلال إدانة العدوان، والتمسك بحل الدولتين، ورفض تهجير الفلسطينيين من أرضهم، والسعي لإدخال المساعدات رغم العقبات. وأكد أن جهود الرئيس السيسي أثمرت عن نجاح مؤتمر شرم الشيخ للسلام، حيث شهد العالم توقيع الاتفاق التاريخي لوقف الحرب وعودة الأمان إلى غزة بعد عامين من المعاناة، لتؤكد مصر قيادتها للمنطقة دون منازع.

وأوضح رئيس المجلس أن الدستور أولى مجلس الشيوخ اختصاصات رفيعة ومهام سامية، فجعل منه بيت الخبرة التشريعية والفكرية للدولة، وكلفه بدراسة ما يعزز الديمقراطية والأحزاب والمجتمع المدني، وإعلاء قيم التسامح وتمكين المرأة وإشراك الشباب، إلى جانب دراسة الأثر التشريعي للقوانين التي تمس مصالح المواطنين.

وبيّن أن المجلس مكلف كذلك بدعم السلام الاجتماعي، ومكافحة الإرهاب، ومعالجة الظواهر الاجتماعية السلبية، وإعلاء مبدأ المواطنة والتآلف بين أبناء الأمة، فضلًا عن اقتراح ما يدعم المقومات الأساسية للمجتمع المنصوص عليها في الدستور، والحقوق والحريات العامة، وقيم المجتمع العليا وتعميق النظام الديمقراطي.

وأشار إلى أن المادة (249) من الدستور حددت للمجلس اختصاصات تشريعية مهمة، كما منحت المادة (254) أدوات رقابية تشمل طرح موضوعات عامة للمناقشة واستجلاء سياسات الحكومة بشأنها، وتقديم اقتراحات برغبة ورفع التوصيات إلى السيد رئيس الجمهورية ومجلس النواب.

واختتم رئيس مجلس الشيوخ كلمته بالتأكيد على أن المسؤولية الملقاة على عاتق الأعضاء كبيرة وتتطلب عزيمة من أولي العزم، داعيًا الجميع إلى العمل بجد وإخلاص دون موالاة أو محاباة، ابتغاء وجه الله ومصلحة الوطن.