رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

زلزال داخل الجيش الصيني.. إقالة ثاني أرفع جنرال وثمانية قادة بتهم فساد قبل اجتماع الحزب الحاسم

إقالة نائب رئيس اللجنة
إقالة نائب رئيس اللجنة العسكرية المركزية في الصين

أعلنت وزارة الدفاع الصينية، اليوم الجمعة، إقالة نائب رئيس اللجنة العسكرية المركزية الجنرال هي ويدونج، وثمانية مسؤولين عسكريين كبار، ضمن تحقيقات موسعة بتهم فساد تضرب صفوف الجيش الصيني.
ويُعدّ ويدونج ثاني أرفع قائد في المؤسسة العسكرية الصينية بعد الرئيس شي جين بينج، الذي يترأس اللجنة العسكرية المركزية، ما يجعل القرار الأخطر منذ بدء حملة التطهير داخل الجيش قبل أكثر من عقد.

غياب غامض ينتهي بإقالة رسمية في صفوف الجيش الصيني

اختفاء الجنرال هي ويدونج عن الظهور العلني منذ عدة أشهر أثار تكهنات واسعة حول مصيره، خاصة بعد غيابه عن العرض العسكري الضخم الذي أقيم في 3 سبتمبر في بكين بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية.

ورغم أن صحيفة فايننشال تايمز كانت قد نقلت في أبريل أن الجنرال اعتُقل وأقيل من منصبه، فإن إعلان وزارة الدفاع اليوم هو أول تأكيد رسمي لإقالته، من دون توضيح ما إذا كان محتجزاً حالياً.

بيان رسمي يؤكد الحزم

المتحدث باسم وزارة الدفاع تشانج شياوجانج قال في بيان إن "الضباط التسعة أُقيلوا من صفوف الجيش الصيني، فيما طُرد هي ويدونج وسبعة آخرون من اللجنة المركزية للحزب الشيوعي".
وأضاف أن "العقوبات الصارمة المفروضة عليهم تُظهر مجدداً تصميم القيادة الصينية على اجتثاث الفساد من جذوره داخل المؤسسة العسكرية".
الخطوة جاءت بالتوازي مع اقتراب انعقاد الجلسة العامة للجنة المركزية للحزب الشيوعي خلال ثلاثة أيام، وهو اجتماع محوري سيحدد ملامح السياسة الاقتصادية والاجتماعية للبلاد حتى عام 2031.

حملة لا تتوقف من الرئيس الصيني 

منذ تولي شي جين بينج السلطة في عام 2012، أطلق حملة شاملة لمكافحة الفساد طالت آلاف المسؤولين والضباط في الدولة والحزب والجيش.
ويرى مؤيدو الحملة أنها تعزز الانضباط والنزاهة داخل النظام السياسي، بينما يرى منتقدون أنها أداة لإقصاء الخصوم السياسيين المحتملين وتوطيد سلطة الرئيس.
وتأتي هذه الإقالات بعد أشهر قليلة من إطاحة الأميرال مياو هوا، أحد كبار القادة في البحرية الصينية، بتهم تتعلق بـ"انتهاكات خطيرة للانضباط"، وهو التعبير الذي يُستخدم عادة كناية عن قضايا فساد أو انعدام الولاء السياسي.

دلالات التوقيت

يرى مراقبون أن توسّع الحملة في هذا التوقيت الحساس يهدف إلى تأكيد السيطرة الكاملة لشي جين بينغ على الجيش والحزب قبل بدء الدورة الجديدة للجنة المركزية.
كما تشير الخطوة إلى أن القيادة الصينية تسعى لتطهير المؤسستين السياسية والعسكرية من أي عناصر يمكن أن تشكل تهديداً أو تعيق تنفيذ السياسات المستقبلية.

تم نسخ الرابط