باقي علي افتتاح المتحف الكبير
  • يوم
  • ساعة
  • دقيقة
  • ثانية
رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

الأمم المتحدة ترفض اتهامات الحوثي بالتجسس: تصريحات متهورة تُعرّض موظفينا للخطر

موظفين الأمم المتحدة
موظفين الأمم المتحدة في اليمن

جدل واسع أشعلته اتهامات زعيم جماعة الحوثيين في اليمن، عبدالملك الحوثي، لموظفي الأمم المتحدة بالتجسس لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل. 

الأمم المتحدة سارعت إلى الرد ببيان قوي، نافية تلك المزاعم جملةً وتفصيلًا، ومحذّرة من أن هذه الادعاءات "قد تُعرّض حياة العاملين الإنسانيين للخطر" في بلد يعاني واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.

الأمم المتحدة: اتهامات خطيرة وادعاءات غير مسؤولة من الحوثي

المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، عبّر عن رفض المنظمة "القاطع" لتصريحات الحوثي، مؤكدًا أن موظفيها في اليمن يعملون حصريًا ضمن تفويض إنساني بحت، بعيدًا عن أي أنشطة أمنية أو استخباراتية.

وقال دوجاريك: "نرفض بشكل قاطع جميع الاتهامات التي تزعم أن موظفي الأمم المتحدة أو عملياتها في اليمن شاركوا في أي شكل من أشكال التجسس أو الأنشطة الخارجة عن تفويضنا الإنساني."
وأضاف أن هذه الادعاءات "مقلقة للغاية ومزعجة جدًا"، خاصةً لأنها صادرة عن القيادة الحوثية، مما يجعلها تحمل طابعًا تحريضيًا خطيرًا.

تحذير من تداعيات أمنية تهدد العاملين الإنسانيين

دوجاريك شدّد على أن وصف موظفي الأمم المتحدة بـ"الجواسيس أو الإرهابيين" قد يؤدي إلى تعريض حياتهم للخطر في اليمن وفي مناطق أخرى حول العالم، مشيرًا إلى أن الأمم المتحدة تعمل وفق مبادئ الحياد والاستقلالية وعدم الانحياز، ووجودها في اليمن يهدف فقط إلى تقديم المساعدات الإنسانية للشعب اليمني.

كما جدّد المتحدث الأممي دعوته جماعة الحوثي إلى الإفراج الفوري عن 53 من موظفي الأمم المتحدة ما زالوا محتجزين تعسفيًا في مناطق سيطرتها.

الحوثي يهاجم المنظمات الإنسانية ويتهمها بالتجسس

الهجوم الحوثي جاء في خطاب متلفز ألقاه عبدالملك الحوثي، اتهم فيه منظمات تابعة للأمم المتحدة، بينها برنامج الأغذية العالمي واليونيسف، بالضلوع في أنشطة تجسسية وعدوانية، زاعمًا أن بعض موظفي تلك المنظمات شاركوا في استهداف حكومته بغارة إسرائيلية في أغسطس الماضي، أدت إلى مقتل رئيس الحكومة وعدد من الوزراء في صنعاء.

وزعم الحوثي أن أخطر الخلايا التجسسية تنتمي إلى منظمات إنسانية، مشيرًا إلى أن لدى جماعته "دلائل واضحة" على دور مسؤول الأمن والسلامة في برنامج الأغذية العالمي في عملية الرصد والتبليغ عن موقع الاجتماع.

اتهامات تتجاوز الواقع ومخاوف من تقييد العمل الإنساني

اتهم الحوثي ما وصفها بـ"الخلايا التجسسية" بالسعي إلى إثارة الفوضى في الداخل لصالح الأميركيين والإسرائيليين، مدعيًا أن هذه المجموعات حصلت على تدريبات تقنية وأجهزة متطورة تُستخدم عادة في أعمال الاستخبارات.

وادّعى أيضًا أن المنظمات الدولية أصبحت غطاءً للعمليات الاستخباراتية، الأمر الذي اعتبرته الأمم المتحدة اتهامًا باطلًا وخطرًا على استمرارية مهامها الإنسانية في اليمن.

تصعيد سياسي يهدد الجهود الإنسانية

التصريحات الحوثية الأخيرة تفتح جبهة توتر جديدة بين الجماعة والمنظمات الأممية العاملة في اليمن، في وقت يعتمد فيه الملايين على المساعدات الغذائية والطبية التي تقدمها تلك المنظمات.
وبينما تصر الأمم المتحدة على نفي الاتهامات وتحذر من عواقبها، يخشى مراقبون أن تؤدي هذه الأزمة إلى تقليص أنشطة الإغاثة الدولية أو انسحاب بعض المنظمات من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، ما ينذر بكارثة إنسانية جديدة في بلدٍ أنهكته الحرب والجوع.

تم نسخ الرابط