وساطة مصرية أمريكية تحيي الآمال بغزة.. كاتب أمريكي لتفصيلة: سلام مؤقت فرضته الخسائر وليس الإرادة

نجحت القاهرة وواشنطن في التوصل إلى هدنة جديدة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة، وسط ترقب لمآلات هذه الخطوة على مستقبل الصراع الممتد منذ عقود.
وتزامن الإعلان عن اللقاء المرتقب بين الفصائل الفلسطينية في القاهرة خلال الساعات المقبلة مع تصاعد الجدل حول ما إذا كانت هذه الهدنة تمثل بداية سلام دائم أم مجرد استراحة تفرضها الحسابات الميدانية المؤقتة.
ستيفن صهيوني: هدنة غزة استراحة محارب لا أكثر
أكد الكاتب والمحلل الأمريكي السوري ستيفن صهيوني، المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، في تصريحات خاصة لموقع تفصيلة، أن الهدنة التي أُعلنت برعاية مصرية وأمريكية لا تعدو كونها استراحة ميدانية مؤقتة فرضتها الظروف الحالية.
وقال إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم يشر في أي من تصريحاته إلى حل الدولتين، مشيرًا إلى أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كان الوحيد الذي تحدث بوضوح عن هذا الحل.
وشدد على أن غياب الضغط الأمريكي والدولي الجاد لإنهاء الاحتلال سيجعل من أي هدنة مجرد هدنة عابرة، دون أن تمس جذور الصراع.
سبعة عقود من الحرب والدعم الأمريكي لإسرائيل
أوضح صهيوني، أن الحرب في غزة ليست وليدة السابع من أكتوبر، بل هي امتداد لصراع بدأ قبل أكثر من 75 عامًا، بسبب الدعم الأمريكي اللامحدود لإسرائيل سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا.
وأضاف أن استمرار الانحياز الأمريكي وغياب الموقف العربي الموحد ضد جرائم الاحتلال جعل من الحلول السياسية أمرًا بعيد المنال.
وأشار إلى أن غياب الضغط الدولي على واشنطن لإجبار تل أبيب على تنفيذ قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بحدود 1967 يطيل أمد الحرب ويعمّق معاناة الفلسطينيين.
خسائر فادحة للطرفين وضغط شعبي عالمي
أوضح صهيوني أن الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي تكبدا خسائر فادحة، مما جعل الهدنة أمرًا لا مفر منه.
وقال إن إسرائيل فقدت دعمًا دوليًا واسعًا بعد خروج ملايين المتظاهرين حول العالم ضد مجازرها في غزة، كما خسرت مليارات الدولارات بسبب حملات المقاطعة.
وأكد أن المقاومة الفلسطينية رغم صمودها، دفعت ثمنًا باهظًا بتدمير البنية التحتية ومقتل عشرات الآلاف من المدنيين، بينهم 20 ألف طفل، ما يجعل المشهد الإنساني في القطاع مأساويًا إلى أقصى درجة.
الداخل الإسرائيلي ينهار وغزة تنزف
بيّن الكاتب الأمريكي أن المجتمع الإسرائيلي يعيش حالة تفكك داخلي غير مسبوقة بعد حرب استمرت لعامين، مشيرًا إلى أن الجيش الإسرائيلي فقد قدرته على الاستمرار في حرب الاستنزاف الطويلة.
وأضاف أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى للخروج من المأزق بأقل خسائر ممكنة، بعد أن استُنزفت قواته وتراجعت معنوياتها.
وفي المقابل، لا تملك فصائل المقاومة رفاهية التراجع الكامل، ما يجعل الطرفين يعلن كلٌ منهما "نصرًا رمزيًا" أمام جمهوره فقط.
ترامب بين الواقعية والضغط
رأى صهيوني أن المبادرة الأخيرة تمثل محاولة من ترامب لإنزال الطرفين من "الشجرة العالية" التي علقوا عليها، مؤكدًا أنه لم يتمكن أحد من إيقاف الحرب سوى ترامب عبر ضغطه على الطرفين.
وختم تصريحه بالتأكيد على أن هذه الهدنة ليست سلامًا دائمًا، بل فاصل مؤقت في حرب استنزاف طويلة، الخاسر الأكبر فيها هو الشعب الفلسطيني الذي يعيش تحت القصف والجوع والدمار.