ترامب يهدد الأرجنتين بقطع المساعدات: إذا خسر ميلي فلن نكون كرماء

اعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن انتخابات التجديد النصفي في الأرجنتين ستكون اختبارًا حاسمًا لسياسات الرئيس خافيير ميلي، مؤكداً أنها بمثابة "استفتاء شعبي" على مسار حكومته الاقتصادية والسياسية. 
تهديد ترامب بقطع المساعدات الأميركية عن بوينس آيرس أثار جدلاً واسعاً في الأوساط الدبلوماسية، خصوصاً بعد تصريحه الصريح بأن الولايات المتحدة "لن تكون كريمة" إذا خسر حليفه ميلي هذه الانتخابات.

الأرجنتين وانتخابات حاسمة في أكتوبر

تستعد الأرجنتين لإجراء انتخابات تشريعية في السادس والعشرين من أكتوبر الجاري، لاختيار نصف مقاعد مجلس النواب وثلث مقاعد مجلس الشيوخ. 
وتُعد هذه الانتخابات الأولى منذ وصول الرئيس خافيير ميلي إلى الحكم، ما يجعلها اختباراً فعلياً لشعبيته وبرنامجه الإصلاحي.

التحليلات السياسية تشير إلى أن نتائج هذا الاقتراع قد تحدد مستقبل علاقة الأرجنتين بواشنطن، خاصة في ظل المواقف الحادة التي يتبناها ترامب تجاه الدول التي لا تتماشى مع رؤيته السياسية.

لقاء البيت الأبيض يشعل الجدل

خلال لقائه بالرئيس ميلي في البيت الأبيض، قال ترامب بلهجة حازمة: "إذا خسر، فلن نكون كرماء مع الأرجنتين"، في إشارة واضحة إلى إمكانية وقف المساعدات الأميركية أو تقليصها بشكل كبير.
هذا التصريح جاء ليؤكد النهج التصادمي الذي يتبعه ترامب في تعامله مع الملفات الخارجية، حيث يستخدم المساعدات كأداة ضغط لتحقيق أهداف سياسية.

تدخلات متكررة تثير الانتقادات

تصريحات ترامب الأخيرة ليست الأولى من نوعها هذا العام، إذ سبق له أن أثار الجدل حين دعا خلال خطاب في الكنيست الإسرائيلي إلى العفو عن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، المتهم في قضايا فساد.

المحللون يرون أن مثل هذه المواقف تكشف توجه الرئيس ترامب نحو التدخل المباشر في شؤون الدول التي تربطه بزعمائها علاقات شخصية أو سياسية وثيقة، الأمر الذي يعيد التساؤلات حول حدود الدور الأميركي في دعم الحلفاء والتأثير في مساراتهم الداخلية.

انعكاسات محتملة على العلاقات الأميركية – الأرجنتينية

المحللون يحذرون من أن تهديدات ترامب قد تُضعف الثقة بين واشنطن وبوينس آيرس، خاصة إذا اعتُبرت تصريحات الرئيس الأميركي تدخلاً سافرًا في العملية الديمقراطية الأرجنتينية.
ويرى خبراء أن استمرار هذا النهج قد يفتح باب التوترات السياسية بين البلدين، ويؤثر على التعاون الاقتصادي والمساعدات التنموية التي تعتمد عليها الأرجنتين في مواجهة أزمتها الاقتصادية المتصاعدة.

خلاصة المشهد بين واشنطن والارجنتين

ترامب يواصل سياسة "التحالف المشروط"، واضعاً دعم بلاده على طاولة المساومة السياسية. 

وبينما يخوض خافيير ميلي معركته الانتخابية في الداخل، يبدو أن نتائجها لن ترسم فقط مستقبل الأرجنتين، بل ستحدد أيضًا شكل العلاقة المقبلة مع واشنطن.