قمة شرم الشيخ للسلام.. بوابة لتعزيز مكانة مصر الاقتصادية ووضع سيناء على خريطة التنمية
شرم الشيخ.. من شواطئ الأحلام إلى قلب قمة السلام 2025
على مدار ثلاثة عقود، عاشت مدينة شرم الشيخ رحلة تحول شاملة من مجرد منتجع ساحلي على البحر الأحمر إلى مدينة خضراء عالمية تجمع بين السياحة المستدامة والسياسة الدولية.
وتستعد اليوم لتتويج مسيرتها باستضافة قمة شرم الشيخ للسلام 2025، التي تهدف إلى إنهاء الحرب في غزة وإحياء مفاوضات السلام في الشرق الأوسط.
مراحل تطوير شرم الشيخ
بدأت مراحل تطوير مدينة شرم الشيخ عندما تبنت الدولة خطة لتحويل شرم الشيخ إلى وجهة سياحية عالمية صديقة للبيئة، تزامنًا مع توسعها في البنية التحتية والمرافق الفندقية والطرق الحديثة.
استضافة مؤتمر المناخ "COP27"
ثم جاءت استضافة مؤتمر المناخ "COP27" عام 2022 لتضع المدينة على خريطة المدن البيئية الرائدة، حيث تم تطبيق منظومة النقل الكهربائي لأول مرة، وتوسيع استخدام الطاقة الشمسية في الفنادق والمنشآت العامة، وإطلاق مبادرات للحد من النفايات البلاستيكية والحفاظ على الشعاب المرجانية.
مشروع جرين شرم
ومع هذه الخطوات، انطلق رسميًا مشروع دعم تحويل شرم الشيخ إلى مدينة خضراء "Green Sharm El Sheikh Project"، الذي يقوده جهاز شئون البيئة بوزارة البيئة بالشراكة مع محافظة جنوب سيناء، وبدعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي "UNDP" وتمويل من مرفق البيئة العالمي GEF.
يهدف المشروع إلى تحقيق توازن بين السياحة والتنمية والبيئة عبر خطط لترشيد الطاقة والمياه، وزيادة المساحات الخضراء، وتحويل الفنادق والمنشآت إلى مرافق منخفضة الانبعاثات، مما جعل شرم الشيخ نموذجًا رائدًا في السياحة المستدامة في المنطقة العربية.
تجمع بين السلام والبيئة والتنمية
هذا التطور المستمر جعل من شرم الشيخ منصة عالمية تجمع بين السلام والبيئة والتنمية، تزامنًا مع دورها التاريخي كمركز للقمم والمفاوضات الدولية.
أبرز القمم التي استضافتها شرم الشيخ
فمن قمة صانعي السلام عام 1996 التي جمعت الرئيس الأسبق حسني مبارك وبيل كلينتون وياسر عرفات وشمعون بيريز، إلى اتفاق واي 2 عام 1999، مرورًا بقمة 2000 لوقف الانتفاضة الثانية، وقمة 2003 لرفض غزو العراق، وقمة 2005 لإنهاء الانتفاضة الفلسطينية الثانية، ثم المنتدى الاقتصادي العالمي عام 2006، وقمة عدم الانحياز 2009، والمؤتمر الاقتصادي المصري 2015، ومنتديات إفريقيا وشباب العالم والسياحة الإفريقية، وصولًا إلى قمة المناخ COP27 عام 2022.
قمة شرم الشيخ للسلام 2025
وتتوج هذه المسيرة اليوم بـ قمة شرم الشيخ للسلام 2025، برئاسة مشتركة بين الرئيس عبدالفتاح السيسي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وبمشاركة أكثر من عشرين دولة، في حدث يجمع بين الدبلوماسية والسياسة والتنمية المستدامة، ليؤكد أن شرم الشيخ لم تعد فقط مدينة للسلام، بل أصبحت مدينة خضراء عالمية تعكس رؤية مصر الجديدة نحو سلام دائم وتنمية مستدامة.
