باقي علي افتتاح المتحف الكبير
  • يوم
  • ساعة
  • دقيقة
  • ثانية
رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

"الإفتاء" تبدأ حملة موسعة لتعزيز احترام المصحف وتصحيح المفاهيم المغلوطة

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

في مشهد ديني وحضاري يعكس عمق الدور التنويري الذي تضطلع به المؤسسات الدينية الرسمية في مصر، واصلت دار الإفتاء المصرية عقد مجالسها الإفتائية المتنقلة في مختلف محافظات الجمهورية، بالتنسيق الكامل مع وزارة الأوقاف، وذلك في إطار خطتها المستمرة لنشر الفهم الصحيح لأحكام الشريعة الإسلامية وتعزيز الصلة بين العلماء والجمهور.

وتناولت المجالس خلال الأسبوع الجاري موضوعًا محوريًا بعنوان: "أحكام التعامل مع المصحف الشريف وتلاوة القرآن الكريم"، وسط حضور كثيف من المصلين وطلاب العلم في المساجد الكبرى، الذين تفاعلوا مع العلماء بأسئلتهم ونقاشاتهم في أجواء علمية راقية تعبّر عن عطش الناس للمعرفة الشرعية الوسطية.

في رحاب الحسين.. تأكيد على الجمع بين العلم والعمل

من قلب القاهرة، وتحديدًا من مسجد سيدنا الحسين، افتتح فضيلة الدكتور خالد عمران، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أولى فعاليات المجالس الإفتائية لهذا الأسبوع، حيث تناول بتفصيلٍ علميٍّ دقيق أحكام حمل المصحف وقراءته، مبيّنًا الفروق بين التلاوة من المصحف والتلاوة عن ظهر قلب، وموضحًا حكم قراءة الحائض للقرآن الكريم، وما يتصل بذلك من مسائل فقهية دقيقة.

ولم يقتصر حديثه على قضايا التلاوة، بل توسّع في فقه الزكاة، موضحًا حكم زيادة المال في منتصف العام، وتناول مسألة التلاوة بغير تجويد، مؤكِّدًا أن القرآن لا يُراد به الصوت الجميل فقط، بل العلم والعمل، وأن خيرَ الناس من تعلم القرآن وعلّمه.

منبر السيدة نفيسة.. فقه الطهارة ومقاصد التيسير

وفي مسجد السيدة نفيسة رضي الله عنها، عقد فضيلة الشيخ سيد فارق، أمين الفتوى بدار الإفتاء، مجلسًا علميًّا ثريًّا تناول فيه أحكام مس المصحف للجنب والحائض والنفساء، وبيّن حكم القراءة من الهاتف المحمول، مؤكدًا أن مقاصد الشريعة تقوم على التيسير ورفع الحرج.

وأجاب الشيخ فارق عن أسئلة متعددة تناولت قضايا معاصرة مثل التعامل مع شركات التمويل، والحج بالتقسيط، وكيفية التوبة من الذنوب، مشددًا على أن الشريعة جاءت رحمة للخلق، لا مشقة عليهم، وأن الفقه الصحيح هو الذي يوازن بين النصوص ومقاصدها

وفي مسجد بلال بالمقطم، أدار فضيلة الدكتور محمود شلبي مجلسًا علميًّا تطرق فيه إلى أنواع الحدث وأحكام الطهارة، موضحًا الفرق بين الحدث الأكبر والأصغر وأثر كل منهما في صحة العبادات.
كما تناول أحكام التيمم وطرق التعامل مع الوسوسة في الطهارة، وحكم السحر ووسائل الوقاية منه، مؤكدًا أن الطهارة ليست فقط شرطًا لصحة الصلاة، بل هي منهج حياة روحيّ وسلوكيّ يعكس تعظيم العبد لشعائر الله.

مجالس العاصمة.. من السيدة فاطمة إلى التجمع الخامس

وفي إطار نشاط المجالس بالقاهرة الكبرى، احتضن مسجد السيدة فاطمة النبوية رضي الله عنها مجلسًا علميًّا حاضر فيه فضيلة الدكتور أحمد العوضي، تناول فيه آداب تلاوة القرآن وأحكام الطهارة، وأجاب عن أسئلة الحضور حول فضل التلاوة وأثرها في تزكية النفس.

كما شهد مسجد طارق بن زياد بمدينة الشروق مجلسًا آخر حاضر فيه فضيلة الشيخ شريف هاشم، الذي تناول أحكام القراءة من المصحف أثناء الصلاة، والحلف بالمصحف، والتعامل مع المصاحف البالية، مشددًا على وجوب تعظيم كلام الله وصيانته من الامتهان.

وفي مسجد الفردوس بمدينة 15 مايو، حاضر الشيخ أحمد خليفة همام بمشاركة الشيخ هاني السويدي من وزارة الأوقاف، وتناولا مسائل فقه العبادات والمعاملات والمواريث وأحكام الجنائز، مؤكدين أن الفقه الصحيح يصون حياة المسلم في كل مراحلها.

أما في مسجد زون 3 بدار مصر الأندلس بالتجمع الخامس، فقد تناول الشيخ أحمد عبدالحليم خطاب موضوع مس المصحف للمحدث والجنب وتعامل المكفوفين مع المصحف بطريقة برايل، وحكم المصحف الإلكتروني والحلف به، في مجلسٍ شاركه فيه إمام المسجد الشيخ إسلام أحمد عبدالرحيم، الذي شدد على ضرورة تعليم الناشئة تعظيم كتاب الله.

الهضبة والبساتين ومدينة نصر.. مجالس علمية حية

وفي مسجد الحكمة 2 بالهضبة الوسطى بالمقطم، أجاب الشيخ إبراهيم الأنور عن أسئلة تتعلق بالطهارة والوضوء وقضاء الصلوات الفائتة، بينما تناول الشيخ خالد جهامة في مسجد أبي بكر الصديق بالشيراتون أحكام تعلم التجويد وقراءة المحدث والحائض، مؤكدًا أن التلاوة عبادة لا تتحقق إلا بخشوع وتدبر.

وفي مسجد السيدة فاطمة الزهراء بمدينة نصر، ناقش الدكتور مصطفى الأقفهصي بمشاركة الدكتور محمد محمود أحكام القراءة سرًّا وجهراً وطرق التخلص من أوراق المصحف البالية، مبينًا حكم وضع المصحف في السيارة بقصد التبرك.

وفي مسجد التيسير بالبساتين، تحدث الشيخ علي قشطة عن آداب مس المصحف وأثره في ترسيخ الهوية الدينية والوطنية، مؤكدًا أن المصريين ارتبطوا بالقرآن وجدانًا وسلوكًا عبر تاريخهم الطويل.

من الجيزة إلى القليوبية.. الفتوى تقترب من الناس

وفي مسجد العزيز الوهاب بمدينة الشيخ زايد بمحافظة الجيزة، تناول الشيخ أحمد وسام أحكام تلاوة القرآن الكريم وضرورة التثبت من مصادر الفتوى، محذرًا من فوضى الفتاوى المنتشرة عبر مواقع التواصل.

كما عقد الشيخ أحمد صالح مجلسًا في مسجد علي غريب بمنشأة القناطر، أوضح فيه حكم مس المصحف للحائض، والوضوء في الحمام، وحمل المصحف في الحقيبة داخل دورة المياه، مشددًا على احترام كتاب الله وتعظيمه في كل الأحوال.

وفي محافظة القليوبية، انعقد المجلس الإفتائي في الجامع الكبير بمدينة الخصوص بحضور الشيخ علي عمرو عبد اللطيف والشيخ مصطفى عبد النبي، حيث تناولا تعظيم المصحف، والفرق بين الفرض والواجب، وأعمال العقل في التشريع، مؤكدين أن القرآن هو منطلق البناء القيمي والحضاري للأمة الإسلامية.

صعيد مصر والإسكندرية والغربية.. الفتوى على امتداد الوطن

وفي أسيوط، عقد الشيخ حسنين الخشت مجلسًا علميًّا في مسجد البقلي، تناول فيه أحكام التعامل مع المصحف وتلاوة القرآن، وأجاب عن أسئلة حول الطهارة والزكاة، مؤكدًا أن تعظيم القرآن لا يكون بالحفظ فقط بل بالعمل بأوامره ونواهيه.

وفي الإسكندرية، تحدث الشيخ أحمد علي أحمد في مسجد سيدي بشر الشيخ عن آداب التعامل مع المصحف وطرق تكريمه، وسط تفاعل واسع من الجمهور، الذين أشادوا بدور دار الإفتاء في نشر الوعي الديني الراشد.

وفي طنطا بمحافظة الغربية، تناول الشيخ إبراهيم عبدالسلام في مسجد سيدي أحمد البدوي فضل الدعاء وآدابه، وأجاب عن أسئلة تتعلق بفوائد البنوك وأحكام صلاة المسافر، مؤكدًا على ضوابط الفتوى في القضايا المعاصرة.

رسالة الإفتاء.. تجديد للخطاب وتعظيم لكلام الله

تؤكد هذه المجالس العلمية، الممتدة في كل محافظات مصر، حرص دار الإفتاء المصرية على تعزيز التواصل المباشر مع المواطنين، في نهجٍ ميداني يهدف إلى نشر الفهم الوسطي وتوضيح الأحكام الشرعية في ضوء مقاصد الشريعة الإسلامية.

 

تم نسخ الرابط