التقارب المصري التركي.. المسمار الأخير في نعش الإخوان بعد هدنة غزة؟ محلل سوري يكشف

هدنة غزة لم تكن حدثًا سياسيًا عابرًا، بل شكلت اختبارًا حقيقيًا فضح هشاشة الخطاب الإخواني وكشف ازدواجية الموقف بين الشعارات والمصالح.
فالتنظيم الذي طالما ادّعى الدفاع عن القضية الفلسطينية، وجد نفسه أمام واقع جديد أنهى قدرته على الاستثمار في دماء الأبرياء لتحقيق مكاسب سياسية وإعلامية، لتبدأ مرحلة جديدة من الانكشاف والارتباك داخل صفوفه.
هدنة غزة.. الضربة التي أربكت الإخوان
أكد الكاتب والمحلل السياسي السوري عبدالحميد توفيق في تصريحات خاصة لموقع تفصيلة، أن الهدنة في غزة جاءت كـ"ضربة صاعقة" لتنظيم الإخوان الإرهابي على المستويين المحلي والدولي، بعد أن فقد أحد أهم أوراقه في استغلال القضية الفلسطينية لتغذية خطابه الانتهازي القائم على المظلومية والتضليل.
وأوضح توفيق أن هذه الهدنة قطعت الطريق أمام محاولات التنظيم للاستثمار السياسي في معاناة الشعب الفلسطيني، بعدما حوّل قضية وطنية عادلة إلى أداة للمزايدة وتبرير التحالفات المشبوهة مع قوى إقليمية ودولية.
تحالفات زائفة ومشروع متصدّع
المحلل السوري أشار إلى أن الارتباك داخل الإخوان بدأ منذ انهيار المشروع الإيراني في المنطقة، باعتبار طهران كانت الحليف الأبرز للتنظيم في إطار شبكة مصالح عابرة للحدود لا تعترف بالسيادة الوطنية، وتعمل تحت شعارات مزيفة مثل "مقاومة إسرائيل" و"دعم القضية الفلسطينية".
وقال إن الخطاب الإخواني لم يكن يومًا صادقًا في الدفاع عن فلسطين، بل كان وسيلة لتمرير أجندات خارجية تخدم مشاريع تتناقض مع روح القومية العربية والمصلحة الوطنية، مؤكدًا أن التنظيم تحوّل إلى "مطيّة" لكل القوى التي تناهض الاستقرار العربي.
تنظيم فقد وظيفته وانتهى دوره
يرى توفيق أن تنظيم الإخوان أصبح كالبندقية للإيجار، ينتقل من كتف إلى آخر بحسب المصالح، وهو ما دفع حتى حلفاء الأمس إلى التبرؤ منه.
وتابع: فتركيا التي استخدمته أداة لتحقيق أطماعها الإقليمية بدأت تتخلى عنه تدريجيًا، بعدما أدركت أن التنظيم فقد قدرته على التأثير وفقد ثقة قواعده.
وأضاف أن بعض رعاة التنظيم في العالم العربي، الذين كانوا يوظفونه لخدمة أجنداتهم، تراجعوا عن دعمه، بعدما أصبح عبئًا سياسيًا وأمنيًا على حلفائه قبل خصومه.
الأفول والاختفاء من المشهد
وتوقع المحلل السوري أن تنظيم الإخوان يعيش مرحلة أفول وتفكك داخلي غير مسبوقة، مشيرًا إلى أن المشهد السوري كشف حجم الانقسام الداخلي والتناقض بين قياداته.
وأوضح أن بعض رموزه في سوريا عادوا مؤخرًا ليتحدثوا صراحة عن ضرورة حل التنظيم بعد أن أصبح فكرُه ومنطلقاته غير صالحة للحياة السياسية أو الاجتماعية المعاصرة.
مصر وتركيا.. المسمار الأخير في نعش الجماعة
واختتم توفيق تصريحه بالتأكيد على أن العلاقات المصرية التركية تمثل اليوم "المعيار الحقيقي" لمصير الإخوان.
فالمعالجة المصرية الذكية لهذا الملف، ضمن إطار قانوني ووطني، أعادت تعريف المصالح الإقليمية بعيدًا عن الحسابات الضيقة.
وأشار إلى أن أي تقارب جديد بين القاهرة وأنقرة سيشكل المسمار الأخير في نعش التنظيم، بعدما بات واضحًا أن سياسة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تجاه الإخوان كانت انتهازية لا مبدئية، وأن المرحلة المقبلة ستشهد نهاية تنظيم فقد خطابه، وتحالفاته، وشرعيته أمام الشعوب العربية.