باقي علي افتتاح المتحف الكبير
  • يوم
  • ساعة
  • دقيقة
  • ثانية
رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

بعد نجاح المفاوضات.. دبلوماسي سابق بالخارجية التركية لـ تفصيلة: جماعة الإخوان في صدمة ونهاية حماس تقترب

فرحة سكان غزة
فرحة سكان غزة

توقّف القتال في غزة لم يكن مجرد خبر عاجل على شاشات العالم، بل صدمة كبرى ضربت إعلام جماعة الإخوان الإرهابية، الذي وجد نفسه فجأة بلا "وقود" يحرك دعايته التحريضية. فبعد شهور من تسويق خطاب المظلومية والبطولة الزائفة، وجد التنظيم نفسه أمام هدنة أطفأت آخر ما تبقى من أوراقه الإعلامية.

منصات الإخوان التي ملأت الفضاء الافتراضي بالتحريض والتهليل للدمار، تحولت بين ليلة وضحاها إلى مناحة سياسية تبحث عن عدو جديد تهاجمه أو حكاية جديدة تروّجها لجمهورها المضلَّل.

الهدوء في غزة أصاب خطاب التنظيم بالارتباك، فالتنظيم الذي اعتاد الاستثمار في الفوضى، لا يجيد العيش في أجواء السلام.

تحليلات متابعي المشهد تؤكد أن إعلام الإخوان فقد توازنه، لأن وقف الحرب يعني انتهاء مساحة المناورة التي كان يستخدمها لتشويه خصومه السياسيين وتبرير فشله المتكرر في الداخل والخارج.

 

الإخوان في تركيا يفقدون توازنهم بعد وقف الحرب

 

كشف الدبلوماسي التركي السابق بوزارة الخارجية التركية والمحلل السياسي في الشؤون الدولية أيدين سيزر ، أن جماعة الإخوان المسلمين في تركيا تعيش حالة صدمة حقيقية بعد الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، معتبرًا أن الهدنة الجديدة "تفتح الباب لنهاية الدور السياسي لحركة حماس".

وأوضح سيزر في تصريحات خاصة لموقع تفصيلة أن الإسلاميين في تركيا ينظرون إلى التحسن السريع في العلاقات بين أنقرة وتل أبيب بعين القلق والريبة، في وقت يروّج فيه المحللون المقربون من الرئيس رجب طيب أردوغان لفكرة أن الهدنة تمثل "انتصارًا دبلوماسيًا" له في الشرق الأوسط.


ترامب وأردوغان.. لعبة العروش تبدأ من غزة


قال سيزر إن اتفاق الهدنة الأخير لم يكن مجرد ترتيبات أمنية لوقف القتال، بل انعكاس مباشر لتحالفات سياسية ومصالح شخصية متشابكة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وأضاف أن ترامب استخدم مزيجًا من الضغط والإطراء السياسي لدفع أنقرة نحو ممارسة نفوذها على حركة حماس، بينما بقيت المفاوضات الدولية محكومة بصراعات داخلية بين الأطراف المتنازعة، أبرزها تشدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورفض حماس لنزع سلاحها.

 

واشنطن تمسك بالخيوط وأنقرة تبحث عن شرعية


أوضح الدبلوماسي التركي أن المرحلة الحالية من الهدنة تأتي بعد إخفاق جولات سابقة بسبب غياب الثقة واشتداد العمليات العسكرية.

وأشار إلى أن ترامب، خلال المفاوضات الأخيرة في مصر، قدّم خطة سلام تتضمن 20 بندًا تجمع بين التفاهم مع نتنياهو والضغط على أردوغان، مشيرًا إلى أن تركيا أصبحت المفتاح الحقيقي في الملف الفلسطيني، لأنها الطرف الوحيد القادر على التأثير في قرار حماس.

وأكد سيزر أن دعوة أردوغان إلى البيت الأبيض الشهر الماضي لم تكن مجرد مجاملة دبلوماسية، بل "صفقة مشروطة" أعطت الرئيس التركي فرصة لاستعادة صورته الدولية مقابل التزامه بالضغط على حماس للقبول بالسلام.

ونقل سيزر عن مصادر دبلوماسية قولها إن ترامب قال لأردوغان صراحة: "لقد فعلت الكثير من أجلك، والآن حان دورك لإقناع حماس بالسلام."، معتبراً هذه العبارة إنذارًا دبلوماسيًا أكثر من كونها طلبًا وديًا.

 

ثمن سياسي وواقع جديد في غزة


أكد سيزر أن أردوغان وجد نفسه في موقف حرج، بعد أن كان لعقود أحد أبرز داعمي حماس في العالم الإسلامي.

لكنه اليوم، بحسب سيزر، يسير نحو قبول واقع جديد "يفرض على تركيا دور الوسيط لا الحليف".

وأضاف أن الاختلاف الجوهري في هذه الهدنة هو تورط أردوغان شخصيًا في تنفيذ خطوات قد تفضي إلى إخراج حماس من المشهد السياسي في غزة.

ويرى المحلل التركي أن الهدنة قد لا تكون النهاية، لكنها بداية مرحلة أكثر تعقيدًا، خصوصًا بعد الحديث عن تشكيل لجنة انتقالية لإدارة القطاع، قد تتحول لاحقًا إلى حكومة مؤقتة تفتح الباب أمام تغيّر جذري في شكل الكيان الفلسطيني.

 

سيزر: حماس أمام اختبار البقاء


اختتم سيزر تحليله بالتأكيد على أن وقف إطلاق النار سيبقى هشًا ما دامت إسرائيل تحتفظ بخططها العسكرية في غزة، مشيرًا إلى أن قبول حماس بنزع سلاحها هو الشرط الأخطر في هذه المرحلة.

وقال إن نقل إدارة غزة إلى لجنة انتقالية ستكون له آثار بعيدة المدى، ليس فقط على مستقبل القضية الفلسطينية، بل أيضًا على شكل التحالفات الإقليمية، مؤكدًا أن النتائج القادمة ستكشف إن كانت الهدنة بداية سلام حقيقي، أم مجرد هدنة سياسية تحت ضغط القوة.

تم نسخ الرابط