عمرو عامر يكتب: السيسي.. ملك العالم

«بكرة مصر تبقي قد الدنيا.. متقلقوش يامصريين طول ما احنا على قلب رجل واحد ربنا معانا».. هكذا قرن الرئيس السيسي في بداية مهمته شبه المستحيلة صدق النية بالعمل الجاد والتوفيق بإرادة الله تعالي وحده فلم تخيب ظنه السماء ومنحت له العناية والسداد والتوفيق والنجاة من الفخخاخ واجتياز الوعرات..
بين الماضي القريب والحاضر الماثل أمامنا دلائل كثيرة ربانية ومادية تقول إن الرجل أخلص واجتهد وصبر وصابر واحتمل وتحامل وصار على الرمال الساخنة وحفر في الصخر لانتشال بلده من مربع الدول الضعيفة إلى مصاف الدول القوية القادرة والنضرة بعد أن دبت فيها الحياة من ممات، ونهضت من سبات عميق ظنه الأعداء أنها باقية فيه ليوم الدين.
الآن وبعد سنوات قليلة العالم الذي انتظر أن تنزوي مصر في غياهب الإقليم مع صعود قوى أخرى توهمت أنها قادرة على ملء الفراغ التاريخي للمحروسة، دون أن يعلموا أن عزيز مصر هو من يحكم ويدير وينفذ بخطى ثابتة وبقلب أسد لا تهتز من تحت رجليه.. الآن نفس العالم يقف مذهولا ومحتارا فيما حدث ويحدث على أرض مصر، من نهضة خرجت من رحم المستحيل واقتصاد يقفز للأمام باستمرار وبنية أساسية حولت مصر لقاعدة صناعية وتجارية عالمية، وجعلت منها قبلة للاستثمارات الضخمة، وتوقعات كبرى مؤسسات المال الدولية أن يصعد ليكون الاقتصاد الأول في المنطقة والسابع عالميا.. لم يستوعب الأعداء وصانعي الفتن وأصحاب الحناجر والغرف المظلمة في دول معادية ولا في غرف الزباب الإلكتروني مايجري الأن في مصر وكيف تحولت إلى مركز جاذبية العالم ؟.. وكيف قلبت الطاولة على قوى عالمية وبعثرت الأوراق ومزقت الخطط والخرائط التي كانت تسعي لبناء شرق أوسط جديد على حساب شعوب المنطقة.
لم ترتق عقول هؤلاء ليستوعبوا ما جرى في شرم الشيخ وماحدث قبله ولم يستوعبوا كيف أدار السيسي أخطر أزمة في تاريخ الشرق الأوسط؟، وكيف نجح في هدوء وقوة أعصاب فولاذية أن يتجاوز كل الظروف المعاكسة ويحولها لصالحه.. لم تدرك عقولهم أن السيسي حوّل ملف التهجير إلى حبر على ورق، بل وجعل العالم يتسابق للاعتراف بفلسطين الدولة، وأجهض مخطط تجويع سكان غزة لدفعهم للهروب إلى الأمام حيث سيناء وأدخل آلاف الشاحنات المصرية دون أن تمس.
ماحدث في شرم الشيخ أصبح مثار تحليلات قوية في كل دوائر صنع القرار في العالم، حول قوة الدبلوماسية المصرية وقدرة الثبات على الموقف والتصريحات المصرية الرسمية التي لم تتزحزح أو تتأثر بتصريحات مضادة من كبرى العواصم والقوة العالمية.. لا وألف لا.. قالها الرئيس السيسي وثبت عليها للحفاظ على بقاء سكان غزة في بلادهم ادار ظهره لكل الإغراءات المادية والتهديدات المبطنة.
الردع السريع وورسم الخطوط الحمراء للأمن القومي المصري هو من حكم دور مصر في أزمة غزة منذ بدايتها وحينما ظنت إسرائيل أنها تهديدات بلا ضجيج واحتلت ممر فلاديلفيا فوجئت بالحشود المصرية الثقيلة في حالة تأهب قصوى فأيقنت أن اللعب مع الرئيس المصري كمن يلعب بالنار، وأنه لايفرط ولا يساوم في مسألة الأمن القومي.. الولايات المتحدة أدركت تلك الحقيقة سريعا وحذرت حليفتها من إثارة غضب القاهرة أو اختبار صبر السيسي.
اليوم العالم كله يراقب مصر ويتابعها عبر وكالات الأنباء استعدادا للتوقيع على اتفاق وقف الحرب في غزة بعد عامين من العدوان الغاشم، وعلى رأس الحضور الرئيس الأمريكي ترامب والذي لم يتصور أحد أنه سيأتي في النهاية إلى عاصمة اتخاذ القرار ليحضر احتفالية نهاية الحرب.. الدرس الأخير كان من شرم الشيخ وهي أنه هنا تصنع القرارت ومن هنا تنفذ وأن القاهرة هي بوابة الشرق الأوسط وأن السيسي هو سيدها وسادنها وأنه«أرداها قد الدنيا فتحقق له ما أراد».
كم من أعداء يعضون الأصابع من الغيظ الآن وهم يرون مصر الجديدة.. الشامخة القوية التي تغير مسار الأحداث في لحظة وتملك زمام المبادرة والقوة الغاشمة لحماية أمنها القومي وعلى فرض إرادتها وكلمتها.. الحدث يقول أن الرئيس السيسي أصبح ملك الشرق الأوسط والعالم والرئيس الأكثر تأثيرا على المستوى الدولي،وكل يوم تزداد لديه كاريزما الزعامة وهيبة الملوك.