تلال الفسطاط.. استثمار ضخم يعيد الحياة لقلب القاهرة القديمة
مع انطلاق مشروع حديقة تلال الفسطاط في قلب القاهرة التاريخية، أصبح هذا المشروع في صدارة اهتمامات الدولة بوصفه أحد أهم المشروعات التنموية الكبرى التي تهدف إلى إحياء التراث وتوفير متنفس حضري متكامل لسكان العاصمة وزوارها.
حجم الاستثمار والتكلفة
بحسب تصريحات الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، تجاوز الإنفاق على المشروع حتى الآن 10 مليارات جنيه، تشمل أعمال البنية الأساسية، وتنفيذ المرافق، وتوفير السكن البديل في بعض المناطق، وإنشاء المباني الخدمية والترفيهية.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن مشروع الحديقة يُعد من أكبر المشروعات في الشرق الأوسط، متوقعًا استكمال الأعمال خلال الأسابيع المقبلة، بالتزامن مع افتتاح المتحف المصري الكبير.
تفاصيل الحديقة
تُقام الحديقة على مساحة تقارب 500 فدان، وتضم تخطيطًا متكاملًا يشمل:
ثماني مناطق رئيسية مزوّدة بـ 14 بوابة رئيسية وفرعية.
منطقة التلال والممر المائي الذي يمر بينها، لتوفير إطلالات مميزة على معالم القاهرة مثل الأهرامات وقلعة صلاح الدين.
تلة القصبة التي تضم فندقًا ومبانٍ خدمية وبحيرة صناعية ومدرجات وشلالات.
تلة الحفائر المخصصة للكشف الأثري عن مدينة الفسطاط القديمة، على مساحة نحو 47 فدانًا، مع تنفيذ ممشى بطول كيلومتر واحد يربط المناطق الخدمية بالمنطقة التراثية.
منطقة الأسواق التجارية الممتدة على مساحة 60 ألف متر مربع، وتضم محال تجارية وفنادق وبحيرات صناعية، إضافة إلى دعم الحرف التراثية مثل الزجاج والسيراميك والنسيج.
كيف تغيّر المشروع؟
قبل تنفيذ مشروع تلال الفسطاط، كانت المنطقة تضم أجزاء تُصنف كمناطق غير آمنة وسكنية قديمة، تُستخدم أحيانًا كمناطق لتصريف النفايات، وكانت البنية التحتية فيها مهترئة.
أما الآن، فقد تحولت المنطقة إلى حديقة مركزية ضخمة تجمع بين الترفيه والثقافة والسياحة وإحياء التراث، مع بنية تحتية متطورة ومرافق خدمية ومسطحات خضراء واسعة.
ومن المتوقع أن يؤدي المشروع إلى زيادة قيمة الأراضي المحيطة به، والمساهمة في تنشيط السياحة الحضارية في القاهرة القديمة، فضلًا عن تقديم فرص استثمارية واعدة في القطاعات التجارية والثقافية داخل الحديقة.