مدبولي: تلال الفسطاط هدية للمصريين.. والانتهاء من المشروع تزامنًا مع افتتاح المتحف الكبير

عقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، المؤتمر الصحفي الأسبوعي، مساء اليوم، من موقع حدائق تلال الفسطاط عقب تفقده لها، وذلك بحضور المهندس شريف الشربيني، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، والدكتور إبراهيم صابر، محافظ القاهرة، والمحاسب أشرف منصور، نائب المحافظ للمنطقة الجنوبية، والمهندس خالد صديق، رئيس مجلس إدارة صندوق التنمية الحضرية.
وفي مستهل حديثه، رحب رئيس الوزراء بالحضور، مشيرًا إلى أن المؤتمر الصحفي يُعقد اليوم بشكل جديد، قائلاً: «حرصت أن نكون معًا اليوم في حديقة تلال الفسطاط، التي أصبحت في مرحلة اللمسات النهائية، لتكون بحق أكبر حديقة عامة على مستوى الشرق الأوسط، والحديقة المركزية للقاهرة بمساحة تتجاوز 500 فدان».
وأضاف مدبولي أن المشروع بدأ منذ فترة، إلا أن ضخامته وتعقيد تفاصيله جعلا التنفيذ يستغرق وقتًا طويلاً، لافتًا إلى أن المنطقة كانت قبل التطوير تضم مناطق غير آمنة تفتقر لأدنى مقومات الحياة، وكان يقطنها آلاف الأسر التي نُقلت إلى مساكن حضارية بديلة. كما كانت المنطقة تُستخدم كموقع لتجميع مخلفات القاهرة، ووصلت بحيراتها، مثل عين الصيرة والفسطاط، إلى مراحل متدهورة من التلوث.
وتابع رئيس الوزراء: «بفضل التوجيهات السياسية من فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، جرى تنفيذ مشروع إحياء القاهرة القديمة. لم يكن إنشاء العاصمة الإدارية الجديدة يعني التخلي عن العاصمة القديمة، بل تطويرها وإعادة رونقها».
وأوضح أن الحديقة الجديدة تجمع بين الأصالة والحضارة، وأن طابع مبانيها مستوحى من العمارة المصرية القديمة، مضيفًا أن موقعها يضم معالم بارزة مثل متحف الحضارات وجامع عمرو بن العاص والكنيسة المعلقة والمعبد اليهودي، ما يجعلها بؤرة حضارية وثقافية وترفيهية متكاملة.
وأشار إلى أن تكلفة المشروع تجاوزت 10 مليارات جنيه، شملت أعمال البنية التحتية، والسكن البديل، وإنشاء المباني الخدمية والترفيهية لخدمة المواطنين، مؤكدًا أنه من المقرر الانتهاء من المشروع خلال الأسابيع القليلة المقبلة، بالتزامن مع افتتاح المتحف المصري الكبير.
ولفت مدبولي إلى أن الدولة تنفذ حاليًا سلسلة من المشروعات لإحياء القاهرة التاريخية، منها تطوير القاهرة الخديوية، والمناطق المحيطة بقلعة صلاح الدين ومسجد محمد علي، ومسجد السلطان حسن، والسيدة نفيسة، والإمام الشافعي، وصولًا إلى مستوى يليق بمكانة القاهرة التراثية.
وأكد أن مشروع تلال الفسطاط جزء من المخطط العام لإحياء القاهرة الكبرى، مشيرًا إلى أن الدولة تعمل على بناء مدن جديدة وفي الوقت ذاته تحافظ على التراث القديم وتعيد للقاهرة وجهها الحضاري.
وخلال المؤتمر، تطرق رئيس الوزراء إلى كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي في الذكرى الـ52 لنصر أكتوبر، مؤكدًا أن الرئيس شدد على أن «النصر لا يُمنح، بل يُنتزع بالتخطيط والعلم والكفاءة». ووجه مدبولي التحية للقوات المسلحة المصرية، داعيًا الله أن يديم على مصر الاستقرار والتماسك.
وفي سياق آخر، أشار إلى استضافة مصر حاليًا للمفاوضات بين حركة حماس وإسرائيل في إطار المبادرة الأمريكية، مؤكدًا أن دور مصر يظل محوريًا في وقف إطلاق النار وإعادة إعمار غزة ومنع تهجير الفلسطينيين.
كما أعرب رئيس الوزراء عن فخره بفوز الدكتور خالد العناني، وزير السياحة والآثار الأسبق، بمنصب المدير العام لمنظمة اليونسكو، مشيرًا إلى أن هذا الفوز يعكس مكانة مصر الدولية ويُعد تتويجًا لجهود دبلوماسية مكثفة بقيادة وزارة الخارجية.
وفيما يخص الشأن الاقتصادي، أوضح مدبولي أن مؤشرات الأداء تشهد تحسنًا ملموسًا، إذ تجاوز الاحتياطي النقدي 49.5 مليار دولار، ما يعكس استقرار سعر الصرف وثقة المؤسسات الدولية في الاقتصاد المصري.
وأضاف أنه زار خلال الأسبوع الجاري مجمع مصانع شركة النصر للكيماويات الدوائية وشركة غزل شبين الكوم، ضمن خطة الدولة لتعظيم الأصول وإحياء المصانع المتوقفة.
واختتم رئيس الوزراء حديثه بالتأكيد على استمرار العمل لتحقيق مؤشرات التعافي الاقتصادي، وضبط معدلات التضخم، وخفض الدين الخارجي إلى المستويات الآمنة بحلول عام 2030.