باقي علي افتتاح المتحف الكبير
  • يوم
  • ساعة
  • دقيقة
  • ثانية
رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

العريش تكتب فصلًا جديدًا في التاريخ:

مفاوضات في ذكرى العبور تشعل المشهد وتربك إسرائيل.. خبير عسكري أردني يعلق ( خاص)

نضال أبو زيد
نضال أبو زيد

العريش تتحول إلى مسرح سياسي يعيد صدى العبور في ذكرى النصر، حيث اختارت مصر يوم 6 أكتوبر لبدء مفاوضات تحمل رمزية التاريخ ولهيب الحاضر. 
توقيتٌ ومكان يبعثان برسالة واضحة لإسرائيل بأن القاهرة لا تزال تمسك بخيوط اللعبة من موقع القوة والذاكرة والانتصار.

قال الخبير العسكري والاستراتيجي الأردني نضال أبو زيد إن المرحلة التي تلت رد المقاومة حملت رسائل عميقة في طريقة تعاطيها مع ملف الأسرى.

وأوضح أبو زيد في تصريحات خاصة لموقع تفصيلة، أن المقاومة تعمّدت التنازل عن ورقة الأسرى لأنها أدركت أنها فقدت قيمتها السياسية بالنسبة لنتنياهو، الذي بات يستخدمها كذريعة لتمديد العمليات العسكرية وتبرير استمرار الحرب أمام الداخل الإسرائيلي.

وأشار أبو زيد إلى أن المقاومة استبدلت ورقة الأسرى بورقة أشد تأثيرًا، وهي ورقة المجتمع الدولي الذي بدأ يتعامل مع إسرائيل باعتبارها طرفًا معزولًا ومنبوذًا سياسيًا.

فالتنازل عن الأسرى وفقًا لتحليله وضع نتنياهو في مأزق حقيقي، إذ لم تعد لديه أي ورقة يمكن توظيفها أمام الرأي العام العالمي لتبرير استمرار الحرب أو تجميل صورته المتصدعة.

نتنياهو يفقد توازنه أمام العزلة

يرى أبو زيد أن أي عودة من نتنياهو للقتال بعد استعادة الأسرى ستُحدث انقلابًا في الشارع الغربي ضد إسرائيل، وتعمّق من عزلتها الدولية. وبيّن أن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جاءت لتؤكد هذا المعنى، حين قال إن هدف المبادرة هو إخراج إسرائيل من العزلة الدولية التي غرقت فيها بسبب حرب غزة.

وأوضح الخبير الأردني أن هذا التحول في المشهد السياسي يجعل المقاومة في موقع قوة، بينما يجد نتنياهو نفسه محاصرًا داخليًا وخارجيًا، بلا مكاسب يمكن تسويقها حتى لحلفائه التقليديية.

بين رمزية العبور ولهيب المفاوضات.. مصر تختار 6 أكتوبر لتوجيه رسالة لا تخطئها تل أبيب


كشف أبو زيد أن اختيار تاريخ 6 أكتوبر لبدء المفاوضات لم يكن صدفة، بل جاء بدفع مصري مقصود يحمل رمزية تاريخية واضحة.

فاليوم يوافق ذكرى حرب أكتوبر المجيدة التي كسرت بها مصر كبرياء إسرائيل، وهو ما يجعل التوقيت رسالة سياسية دقيقة.
وأضاف أن مكان المفاوضات في العريش يحمل أيضًا دلالة لا تقل أهمية، إذ جرى اختيار الموقع ذاته الذي شهد العبور والانتصار المصري، في إشارة رمزية تُعيد للأذهان مشهد الهزيمة الإسرائيلية، بينما يبدو أن تل أبيب لم تلتقط تلك الرسالة المبطنة.

وأشار الخبير الإسرائيلي كذلك إلى أن تواريخ 7 و10 أكتوبر تحمل بدورها رمزية لا تقل أهمية، فالأول يرمز إلى يوم المقاومة، بينما يصادف الثاني موعد إعلان جائزة نوبل للسلام، التي يسعى ترامب إلى استغلالها سياسيًا عبر تسريع وتيرة المفاوضات لتحقيق إنجاز يُسوَّق كـ"نجاح تاريخي".
كوشنير وورقة التطبيع

وحول مشاركة جاريد كوشنير في المفاوضات، اعتبر أبو زيد الأمر أن وجوده يعكس رغبة ترامب في دفع ثقل دبلوماسي حقيقي لحسم المرحلة الأولى من المفاوضات.

وأوضح أن دخول كوشنير، مهندس اتفاقيات "إبراهيم"، إلى المشهد يعني أن التطبيع الإقليمي مطروح ضمن الصفقة مقابل تنازلات محددة من نتنياهو.
وختم أبو زيد بأن المؤشرات الحالية ترجّح نجاح المرحلة الأولى من خطة ترامب أكثر من فشلها، خصوصًا في ظل الحراك الدولي النشط والدور المصري المتوازن الذي أعاد القاهرة إلى صدارة المشهد الإقليمي كضامن رئيسي لأي اتفاق محتمل.

تم نسخ الرابط